تتأخر الكثير من الشركات عن نشر نتائجها المالية السنوية أو الربعية إلى الأيام الأخيرة من المهلة المحددة للشركات لنشر نتائجها في الموقع الرسمي " تداول", وربما لا يتمكن بعضها من النشر في الموعد المحدد مما يؤدي الى ايقاف الشركة لجلسة واحدة ثم استئناف تداولها 20 جلسة, وان لم تتمكن من النشر توقف الشركة حتى اعلان نتائجها، السؤال الذي يتبادر الى الذهن, هل تعتبر مهل النشر غير كافية, وتحتاج الشركات المزيد من الوقت؟ اعتقد أن المهل الحالية مناسبة للشركات بدليل أن الغالية العظمى تتمكن من نشر نتائجها في الاوقات المحددة, وفي حين أن أكثر المتداولين يلقون باللوم على مجالس الادارات في تأخير النتائج – لحاجة في نفس يعقوب! – ومع ذلك فإن هناك أسباب موضوعية وطبيعية لهذا التأخير, ولعل من أهم ما يسبب هذا التأخير ما يلي:
- طلبات المراجع الخارجي للتأكد من صحة وعدالة النتائج وعدم ما يثير الريبة في هذه النتائج, لكتابة رأيه المناسب عليها, حيث أن رأيه على النتائج يمثل أهمية قصوى للمتداولين سواء من يمتلكون أسهما في الشركة أو خارجها, كما أن هيئة السوق المالية تنتظر رأيه في النتائج, وحسب نظام الهيئة فإن أي شركة يمتنع المراجع عن إبداء الرأي في نتائجها , أو يقوم بإبداء رأي معارض , فإن الشركة يتم ايقافها وفق الاجراءات المعلنة حتى يتم تعديل الملاحظات الجوهرية للمراجع على هذه النتائج، وعلى هذا فالمراجع الخارجي له دور مهم ورئيسي في مراجعة النتائج لأنه بمثابة المدقق في نتائج الشركة, وهو مؤتمن على ابداء الرأي بكل صدق وأمانة وموضوعية, ولهذا فهو يحتاج إلى مزيد من الوقت لدراسة النتائج والتدقيق فيها ومناقشة الادارة, وطلب ما يدعم بعض البنود, ووضع المخصصات بالاتفاق مع ادارة الشركة إن رأى ضرورة لذلك.
- وضع الشركة المالي الذي يؤدي بالتالي الى ترشيد نفقاتها خاصة في قسم المحاسبة والمراجعة الداخلية للشركة حيث يكون هناك نقص في الكوادر البشرية المؤهلة, اضافة الى عدم استخدام أحدث برامج المحاسبة وأفضلها مما يؤدي الى تأخر في النتائج.
- ربما تؤخر بعض الشركات نشر نتائجها رغم جاهزيتها للنشر, بانتظار نتائج شركات أخرى في نفس القطاع لتفادي رد فعل المتداولين ,وعدم تأثر سعر سهم الشركة في السوق لاسيما اذا كان هناك تراجع كبير في النتائج أو الاعلان عن خسائر كبيرة .
- وجود فروع متعددة للشركة داخل المملكة وخارجها يجعل الشركة مرتبطة بإنجاز النتائج في شركات أخرى واكتمالها, وهذا من العوامل المهمة التي تؤدي الى تأخير اعلان النتائج.
وعلى العموم فإن المتداول يعذر الشركة في تأخيرها إن لم يكن وراء هذا التأخير سوء نية من مجالس الادارات, من أجل تدقيق النتائج جيدا والتأكد من صحتها, بدلا من التعجل في النشر وبعد ذلك تتوالى الاعلانات الإلحاقية والتصحيحية للنتائج مما يؤدي الى البلبلة لدى المتداولين خصوصا من قام بالشراء أو البيع وفقا للنتائج المعلنة، وبما أن المراجع الخارجي له دور رئيسي ومهم في انجاز نتائج الشركات واعلانها فإننا ندعو الهيئة السعودية للمحاسبين والمراجعين من التأكد من كفاية مكاتب المراجعة في المملكة خصوصا مع زيادة اعداد الشركات, فقد يكون من اسباب التأخير كثرة الشركات التي يقوم بمراجعتها مكتب واحد.
خاص_الفابيتا
انت ذكرت الحل لمعضلة نقص مكاتب المراجعه ( ان كان هذا هو السبب ) ولكن بالنسبه للوقت فالوقت يكفي ويفيض والا هل يعقل ان لا تظهر نتائج 90% من الشركات للعام الماضي ( ثلاث اشهر مهله من يناير الى نهاية شهر مارس ) الا في آخر اسبوع من مارس !!....ومع كل هذه المهله الطويله بعض الشركات تتحجج بأنها لن تتمكن من نشر نتائجها ؟!... نحن في عصر السرعه والكمبيوتر وليس الورقه والقلم ودفتر الحسابات !!
لا يوجد عذر ونحن نرى الشركات المساهمة في سوق مسقط تعلن كلها قبل 21 من الشهر (اي 15 يوم عمل) وفي قطر خلال شهر (20 يوم عمل) وفي الامارات خلال 6 أسابيع (30 يوم عمل) أما في امريكا فالشركات الكبرى والتي تمتلك فروع ومبيعات ومصانع وموردين في 200 دولة حول العالم تعلن عن نتائجها خلال اسبوعين أو ثلاثة من نهاية الفترة المالية .... وحتى لانذهب بعيدا فانه في السوق السعودي كانت الشركات كلها تعلن خلال 15 يوم عمل والسنوية خلال 30 يوم عمل وذلك منذ عام 2003 حتى 2018 قبل أن تعطى مهل اطول للشركات قبل كم سنة ...
للاسف نظام الاعلانات القديم افضل من الحالي ....الحالي وضع المتداول في ضغط الاعلانات بشكل مستمر