عقدت أمانة جائزة الأمير سلمان لشباب الأعمال لقاء استشاريا يقوم بعض المختصين من خلاله بإعطاء نصائح معينة تتعلق بمجال اختصاصهم وكان لي شرف المشاركة في الإجابة عن أسئلة شباب الأعمال في الجانب المالي. وعلى الرغم من أن لقاء شباب الأعمال لم يكن كذلك بالمعنى الحرفي للكلمة لأن بعض الحضور ليس له علاقة بالأعمال وبعضهم ليس له علاقة بالشباب!! عموما كان السؤال الأكثر إلحاحا خلال اللقاء هو مسألة التمويل والحصول على الأموال اللازمة لتغطية تكاليف المشروع. وهناك عدة جهات حكومية ومن القطاع الخاص تهدف إلى تمويل المشاريع الصغيرة مثل صندوق المئوية وصندوق عبد اللطيف جميل وبرنامج ''كفالة'' ومشروع ''بادر'' وغيرها من المبادرات الوطنية الجيدة.
أولا: قد لا يكون أداء بعض الجهات التمويلية على حجم سمعتها الإعلامية على رأي المثل ''أسمع جعجعة ولا أرى طحنا'' وعلى الرغم من أنني لا أستطيع أن ألوم أحدا على ''الجعجعة'' ولكنني أعلم أن الكثير يتساءل عن ''الطحن''. كثير من الشباب يشتكي بأن تلك الجهات لها متطلبات كثيرة تجهيزها مكلف جدا بالنسبة لحجم القرض الممنوح. في نظري من المفترض على تلك الجهات أن تخصص في ميزانياتها، إضافة إلى ميزانية التمويل وميزانية الدعاية والإعلام، ميزانية لتسهيل حصول الشباب على التمويل وتقديم دورات مجانية في إدارة الأعمال وكتابة التقارير ودراسات السوق والجدوى.
ثانيا: هناك قناعة لبعض أصحاب المشاريع بأفكارهم إلى درجة الإيمان. والحقيقة أنه ليست كل الأفكار ناجحة. وقد مر علي خلال عملي الكثير من أصحاب الأفكار والمشاريع يتقدمون لطلب تمويل لمشاريعهم سواء كان التمويل تمويل قرض أو تمويل شراكة. ويعتقد بأن فكرته هي إحدى أعظم الأفكار على الإطلاق ويتحفظ على إعطاء فكرته حتى للممول خوفا من أن تسرق. وبعد الكثير من النقاش المبهم عن الفكرة وكثير من الألغاز والشد والجذب يكشف لك عن فكرته. وتكتشف أن الفكرة قديمة ومطروقة ومعروفة وفي أحيان كثيرة غير ناجحة. ولها أمثلة موجودة محليا أو عالميا، أو تكون الفكرة جديدة ولكنها ناجحة فقط في رأس صاحبها!
ثالثا: هناك مشكلة لدى الشباب في طريقة تقديم طلبات الاقتراض. وقد يكون لدى البعض نوع من الغرور بالنسبة لحجم القرض الممنوح. والفكرة الناجحة لا تكفي وحدها بل لا بد من تغليفها التغليف الجيد. والذي لا يستطيع تسويق فكرته على الممول قد لا يستطيع تسويق منتجه مستقبلا على العميل. والكثير من الشباب بحكم قلة الخبرة بالأعمال الورقية قد لا يكون مؤهلا لتعبئة طلبه بنفسه وقد لا يكون مستعدا لتعلم طريقة التقديم السليمة. والحقيقة أن أهمية القرض لا تكمن فقط في قيمته ولكن في العلاقة مع الممولين. وكما تنمو أعمال الإنسان تنمو علاقته مع المقرضين ويزدهر عمله بشكل أكبر. والبعض يظن أنه يحتاج إلى القرض فقط ليبدأ عمله ثم بعد ذلك لا يحتاج إلى القرض أبدا والحقيقة أنه لا توجد إدارة جيدة لا تعتمد على القروض بشكل مستمر. ولذا قليل من التعب في البداية سوف يخلق بإذن الله الكثير من النجاح مستقبلا.
شـكــــرا وبارك الله فيك