فاقد الشيء يُعطيه

22/05/2022 1
عبدالله الجعيثن

قاعدة (فاقد الشيء لا يعطيه) ليست سارية في كل الأحوال، فلكل قاعدة شواذ، وفي شذوذ هذه القاعدة جمال، لأنه يطرد اليأس والإحباط ويُسعد..

فاقد السعادة يستطيع منحها لآخرين فيحس بها ويشمها وينتقل شذاها إليه، السعادة مثل «غرشة العطر الثمين » يفوح ريحها الزكي بمجرد فتحها، إذا منح فاقد السعادة فقيرًا بعض النقود ورأى الفرح على وجهه انتقل ذلك الفرح إليه، وإذا أطعم مسكينًا ورأى وجهه يتهلل وهو يأكل بسرور أحس هـــو أيضًا بالسرور، وإذا كان عابسًا فاقد المرح ووضع لأطـــفاله مكافأة لمن يفوز بلعبة فيها مرح فإن مرح الأطــــفال ينتقل إليه، وإذا تطوع بعمل ينــفع الناس أحس أنه إنسان نافع فزاد تقديره لذاته وزال اكتئابه إن كان فيه قليلٌ منه أو كثير، لأن الاكتئاب عاطفة مكبوتة، وإحساس بعدم احترام الذات، فإذا قام بعمل تطوعي وساهم في الخير انطلقت عاطفته المحبوسة كحمامة بيضاء تغرد في أجمل الأجواء، وعاد له احترامه لذاته وإحساسه بأنه عضو «فعّال» في مجتمعه، وقبل هذا وبعده يعلم أنه قام بعمل يرضي ربه..

أعمال البر والخير والإحسان تفيض على أصحابها بالخير وتملأ بالرضا الخلايا والحنايا وتمتزج مع التفكير والشعور فتنتشل فاعلها من وهدة الوحدة وهوّة الكآبة فتنعشه وترفعه وتجعله يجد ما كان يتمناه ويفقده.

 

نقلا عن الرياض