من أهم ما وضعته وزملائي في الحسبان بإدارة الاتصال المؤسسي داخل صندوق التنمية الوطني، الاهتمام الدائم بوضع إستراتيجية تواصل فعَّالة تليق بعظم الدور المنوط بالصندوق، تكون فاعلة للتواصل بين الصناديق والبنوك التنموية التابعة لصندوق التنمية الوطني، ومع مجتمع أصحاب العلاقة والمستفيدين من الخدمات، لينمو دور هذه الصناديق والبنوك التنموية وتتوسع وتحقق أهدافها التي أنشئت من أجلها، بل وتكون أنموذجًا يحتذي به الآخرون في تطوير أعمالهم، والاتجاه إلى إنشاء المؤسسات التنموية والاقتصادية.
وكان لابد لنا من خطة إستراتيجية للتواصل الفعَّال في صندوق التنمية الوطني الذي أُسِّس لرفع مستوى أداء الصناديق والبنوك التنموية لتكون محققةً للغايات المنشودة من إنشائها ومواكبةً لما يخدم أولويات التنمية والاحتياجات الاقتصادية في ضوء أهداف ومرتكزات رؤية المملكة 2030. ولضمان توحيد واتساق الرسائل الاتصالية لجميع الصناديق والبنوك التنموية، عمدنا إلى البدء في تطبيق إستراتيجية تواصل فعَّالة موحدة لصندوق التنمية الوطني والصناديق والبنوك التنموية التابعة له التي تضُم 12 صندوقًا وبنكًا تنمويًا، بعض هذه الصناديق والبنوك التنموية لديها خبرات على مدار نصف القرن الماضي وبعضها أنشئ حديثًا؛ فقد تراكمت في صندوق التنمية الوطني خبرة أكثر من 280 سنة هي مجموع عمر الصناديق والبنوك التنموية التابعة له.
ووضعنا نُصب أعيننا في إستراتيجية التواصل هدف الصنـدوق بـأن يصبـح علامةً عالميـةً متميـزةً فــي التمويــل التنمــوي وتمكين التحـول الاقتصادي، وتعظيم الأثر التنموي والإنتاجية في المملكة، وأن يصبح الصندوق مؤسسة تمويلية تنموية متكاملة الخدمات تقدم مجموعة واسعة من حلول التمويل التي تركز على القطاع الخاص لدعم التنمية الاقتصادية. وقد سهلت الإستراتيجية الاتصالية من مهمة الصندوق في السعي لتحقيق أهدافه.
وفي الختام، لابد لإستراتيجية التواصل في صندوق التنمية الوطني من أن تتواصل بالجهد المُتقَن نفسه؛ حتى يؤدي الصندوق الدور المأمول منه بأن يصبح مؤسسة تمويلية تنموية متكاملة الخدمات، مع الاستمرار في تخصيص الأموال للاستثمار بالشكل الأمثل وسد الفجوات التمويلية ودعم الأولويات التنموية.