أميكرون وفعالية " توصيل الميل الأخير"

د. موسى صالح الحداد

0

مازال العالم يستذكر بدايات أنتشار الجائحة كوفيد -19 نهايات 2019 و بدايات 2020م وما صاحبه من أجراءات أحترازية صحية واجتماعية شديدتين من ضمنها الحجر و الأغلاقات لجميع منافع الحياة.

وما أن تنفس العالم الصعداء، طل برأسه في هذه الأيام المتحور اميكرون منتشراً أنتشاراً لا هوادة فيها مخلفاً خلفه أصابات متكاثره و متسارعه و خياليه في بعض الدول الأوربية.

ما برر في هذه الأجواء من تفعيل مفهوم " توصيل الميل الأخير" من سلاسل الأمداد و الذي كان له الدور الفاعل في التخفيف من اثار الأغلاقات و الحجر على كافة طبقات المجتمع. فوفقًا لتقرير جديد صدر عن المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2020،ارتفع معدل التسوق عبر الإنترنت بنسبة 25٪ .

في هذا المقال سوف نتناول تعريف مفهوم " نوصيل الميل الأخير" وعوامل النجاح التي نظن أنها تساهم في عملية الأستدامة و الربحية.

يعرف توصيل الميل الأخير "على أنه حركة البضائع من مركز النقل إلى وجهة التسليم النهائية". وجهة التسليم النهائية عادة ما تكون محطة الأستلام التي يحددها العميل. ينصب تركيز لوجستيات الميل الأخير على تسليم البضاعة إلى العميل النهائي في الوقت و المكان المحددين. أصبحت لوجستيات الميل الأخير مجالًا مهماً من مجالات سلاسل الأمداد وبالخصوص في ظل هذه الأوضاع المضطربة التي تتسم بالأرتفاع المتزايد في أعداد الأصابات بالمتحور اميكرون.

ان التركيز على لوجستيات الميل الأخير لأنه، في كثير من الحالات، يعد من العوامل الرئيسية التي تميز تجار التجزئة والأختيار المفضل للمستهلك بعد أن برزت أهميتها في التقليل من تأثيرات الجائحة كوفيد -19، حتى لأصبحت أسلوب حياة للجيل الجديد في عالم التسويق.

تتمحور العوامل الرئيسية التي تساهم في نجاح التجارة الإلكترونية الى عوامل داخلية و عوامل خارجية. ويعتبر رضا العملاء المحور الأساس للعوامل الخارجية والذي من خلاله يحدد نجاح او فشل الشركات التجارية. تعتبر المنافسة الشديدة والتطورات التكنولوجية والاتجاهات الاجتماعية الجديدة ، والبيئة الاقتصادية الديناميكية هي من أهم التحديات التي تواجه الشركات. لذا فأن الاهتمام بمتطلبات العملاء هي السمة البارزة للمنظمات الحديثة الناجحة. ان المنظمات القادرة على التعرف على احتياجات عملاءها وينتجون ويقدمون منتجات متوافقة أو تتجاوز توقعات عملائهم يتقدمون على منافسيهم.

يتضمن رضا العملاء في " توصيل الميل الأخير" على ثلاث مرتكزات سرعة التسليم وموثوقية التسليم ودقة المعلومات المتوفره.

السرعة في خدمة العملاء من أبرز سمات التحول في رغبات المستهلكين. يمكن تعريف سرعة التسليم بأنها "الوقت بين تلقي الطلبات وتسليم البضاعة للعميل". التسليم الفائق السرعة أو التسليم في غضون 24 ساعة يمثل تحدياً لأولئك الذين يسعون إلى تقديم هذه الخدمة. لذا على العاملين في مجال" توصيل الميل الأخير" ان يكونوا قادرين على تلبية رغبة العملاء في توصيل الطلبات في الوقت المحدد.

الموثوقية في التسليم يعتبر المرتكز الثاني في رضا العملاء. الموثوقية هي" القدرة على تسليم البضاعة في الوقت المحدد بالكميات المحددة مرة بعد مرة". الموثوقية هي أيضا تعتبر عاملاً مهمًا في إرضاء العملاء، حيث أن الوصول المتأخر للطلبات او الوصول في الوقت بكميات اقل يعد سبب هاماً لعدم رضا العملاء. أن الموثوقية في التسليم مهمة لإرضاء العملاء وتحدد جودة " توصيل الميل الأخير".

لا تتم عميلة التوصيل السريع بالموثوقية العالية ما لم تتوفر جودة المعلومات. هذا المرتكز الثالت يرتكز عليه العنصران السابقان. لذا فعلى العميل توفير المعلومات الوافيه و الكاملة و بدقة عالية. ان أي خطأ في المعلومات المصرح بها من العميل تساهم سلباً في جودة عملية التسليم، وعليه فهي تساهم في شكوى العملاء.

ختاماً،،،، ونحن على اعتاب تزايد معدلات الأصابات بمتحور اميكرون، تبرز من جديد أهمية مفهوم " توصيل الميل الأخير" كجزء أساسي من مفهوم اوسع هو " سلاسل الأمداد". أصبح هذا المفهوم مفهوم حياة للجيل الجديد في عالم التسويق. ناقش هذا المقال أهم ثلاث مرتكزات تعتبر عوامل نجاح للوجستيات التوصيل.