كيف تحافظ على روح الابتكار داخل شركتك؟

02/01/2022 0
نواف بن عطاف الصحاف

لم يعد الابتكار خيارًا أمام الشركات، بل  أصبح ضرورة عاجلة وملحة باعتباره أحد أهم ركائز نجاح الشركات، وضمان لاستمراريتها في ظل المنافسة الشرسة التي باتت تصبغ الأسواق. ولذا فإن الشركات باتت تعمل جاهدة من أجل استقطاب الكفاءات التي تمتلك خيالًا خصبًا وقدرة واسعة على الإبداع والابتكار، وتبذل جهودًا أكبر في الحفاظ على ما تملكه من موظفين يتحلون بهذه الروح وهذه الصفات. 

وفي سبيل ذلك تسعى كل شركة إلى توفير البيئة المناسبة للإبداع والتي تمكن موظفيها من أداء وظائفهم بكفاءة؛ ولعل في تجربة شركة  لأحد الشركات دليلًا عمليًا على هذا، فقد تعرضت أحد الشركة الرائدة في تقديم خدمات النقل والخدمات اللوجستية -التي تأسست في العام 1998م- لأزمة مالية عنيفة عرضتها للإفلاس، لكنها استطاعت العودة مرة أخرى في غضون ثلاث سنوات -وبشكل أقوى بكثير- بفضل إتباعها لسياسة الابتكار وإطلاق العنان لموظفيها للوصول لأقصى قدراتهم، ما مكن الشركة من تعزيز موقفها المالي وقدرتها على المنافسة وكسب رضا العملاء. 

وهنا نستخلص أهم الدروس من تجربة هذه  الشركات التي قد تساعدك كصاحب شركة في إبقاء جذوة الابتكار متوهجة داخل شركتك..  

(1) الإيمان بأن الجميع يمتلك قدرة على الإبداع، فهو وظيفة عقلية؛ لا بد من فهمه في سياق نموذج عقلي، والعمل على تنمية عقول مبدعة (أشخاص مبدعين) بتوفير بيئة عقلية مناسبة وممارسات قيادة سليمة. فامتلاك مجموعة مؤثرة من العقول المبدعة ستتمكن من تطوير ثقافة ابتكار تشمل المؤسسة بأكملها. 

(2) القيادة المؤمنة بأهمية الابتكار كعامل هام للنجاح، من خلال التواصل الجيد مع الموظفين، ومنحهم الثقة في النفس، والاستماع لهم واحترام أفكارهم والعمل على تنمية وتطوير إمكانيات الموظف وإطلاق العنان لها. 

(3) توفير مكان عمل متميز مع بساطة في التصميم وتوفير وسائل الراحة الجسدية، وتوفر الأمان، ويستوعب الكفاءة الوظيفية، مثل المكاتب المريحة، مع وجود مكان للصلاة وصالة للألعاب ومطعم صغير للطعام، وتنظيم الأنشطة الترفيهية التي تزيد من تقارب الموظفين وتدفعهم للتعاون بصورة أكبر. 

(4) تطوير ثقافة ابتكار مزدهرة تمكن الشركة من امتلاك قدرة مستمرة على توليد الأفكار الإبداعية وتساعد في التغلب على المشكلات الحالية، وتحقق أفضل استغلال للفرص من أجل تلبية احتياجات العملاء المتغيرة وقبولها وتنفيذها داخل المؤسسة. 

(5) خلق العقل الجمعي المُبْتَكِر: عن طريق مشاركة الأفراد التي تعدُّ عاملًا ضروريًّا لتوليد الأفكار الإبداعية، فعند جذب عقول الموظفين للمشاركة، فإنهم يركزون طاقتهم الذهنية على تطوير استراتيجيات النمو في شركتهم وتنفيذها بنجاح، وتسخير قدراتهم الإبداعية الطبيعية لتطوير حلول مبتكرة تستفيد من الفرص الجديدة. وتنمية روح العمل الجماعي بهدف تطوير وتنفيذ أفكار إبداعية ستحقق هدفًا مشتركًا. 

(6) توفير الأمان الوظيفي للموظفين ومنحهم الرغبة في الارتقاء المهني وتحقيق طموحاتهم: فالعوامل الاقتصادية تلعب دورًا مهمًّا؛ إذ يحتاج الموظفون إلى تقاضي أجور لائقة لإعالة أنفسهم وعائلاتهم. ثبت كذلك أن المشاركة في النجاح المالي للشركة من المحفزات الجيدة؛ إذ تحتل خطة المشاركة في الأرباح لدى الشركة جزءًا مهمًّا من فلسفتها التي تضع الأفراد أولًا، ما يُشْعر الموظفون أنه يتعين عليهم محاولة إحداث فرق. 

وفي الختام يتضح لنا ان الابتكار عنصر ضروري في نجاح الشركات واستمراريتها في التقدم والتطور الذي يحتاجه السوق، ولان الشركات في حاجة مستمرة بتعيين الكفاءات التي تمتلك قدرة على الابتكار والإبداع واستغلال القدرات لتلبية احتياجات العملاء المتغيرة ومثابرة الشركة للحفاظ على هذه المواصفات وتنمية وتطوير إمكانيات موظفيها من خلال السعي لتوفير بيئة عقلية مناسبة وممارسات قيادة مؤمنة بالابتكار وخلق روح العمل الجماعي بينهم لانها تعد عاملا ضروريا لتوليد وتطوير وتنفيذ الأفكار الابداعيه وزرع فيهم الرغبة في الارتقاء المهني لتحقيق طموحهم وإحداث التغيير  المستقبلي للشركة. ونهايةً نستدل أهمية هذه العناصر لإثبات وتعزيز منفعة الابتكار داخل شركتك. 

 

 

 

خاص_الفابيتا