قبل عشرين عاما قدم الملياردير الأمريكى " وارين بافيت " رؤيته الأسهل لتقييم فقاعات الأسهم بقياس النسبة بين قيمتها السوقية مقارنة بالناتج المحلى الاجمالي الأمريكى ، فإذا زادت عن 100% فالأسواق فى خطر كبير و العكس صحيح.
و حذر حينها بافيت من أزمة مالية على بسبب تجاوز القيمة السوقية لأسواق المال ضعف الناتج الأمريكى ، و أصاب فى توقعاته بالشراء نهاية عام 2009 حين انهارت نسبة القيمة السوقية للأسهم مقارنة بحجم الاقتصاد الأمريكى من 72% إلى قرب 57% إلا أن تلك النسبة على مدى الثمان سنوات الأخيرة أخرجت لسانها فى وجه مؤشر بافيت لتواصل الارتفاعات الشاهقة من 102% عام 2013 إلى ان تجاوزت حاليا 204% كقيمة سوقية للأسهم "أكثر من 50 تريليون $ " مقابل أقصى ناتج أمريكى متوقع بنحو 24 تريليون $ فى عام 2021
و بسحب مؤشر بافيت على أكبر عشرة اسواق فى العالم الآن نجد أن الأسواق الصينية لا تعانى من نفس انتفاخ تلك النسبة حيث تفوق قيمتها السوقية 19 تريليون$ " بإضافة سوق هونج كونج " مقارنة بحجم الاقتصاد الصينى عند 17 تريليون $ او حتى بحسابه بتعادل القوى الشرائية عند 26 تريليون$ متوقعه فى 2021.
ملحوظة ... السوق السعودى هو الوحيد من بين العشرة الكبار الذى حطم مؤشر بافيت بالكامل حيث تصل نسبة القيمة السوقية له أكثر من 350% مقابل حجم الاقتصاد ، و ذلك بسبب تقييم عملاق النفط ارامكو حاليا بقرب 1.9 تريليون $.
هنا لنا وقفة نهمس بها فى اذن بافيت و نرى فيها الجميع بعين فليسوف الاقتصاد البريطانى " رونالد كوس " الحائز على جائزة نوبل عام 1991 حيث يختصر انتقاده لأكبر مشكلات علم الاقتصاد باعتماد الاغلبية على افتراضات و نظريات و نماذج ثابتة ترى سريان الامور بمثالية نظرية على عكس ما يقدمة الواقع فعلا.
الواقع تغير بالفعل خلال أقل من ربع قرن بسبب نمو هائل فى أعمال و عدد شركات التكنولوجيا العالمية و استحداث راوفد مالية و استثمارية مبتكرة و حالة الوباء المستمرة بوظائفها السياسية والاقتصادية ، و ارتفاع حدة التضخم الأمريكى لأعلى مستوياته فى 30 عام ، بالإضافة للتغيرات السكانية و الجيوساسية حول العالم.
ختاما تبقى الأسئلة ... هل تستجيب فقاعات الأسواق الأمريكية مجددا لمؤشر بافيت بعد تعديل شروطه مثلا عند نسبة 140 % وقت الحرب التجارية 2018 بدلا من 70% إبان الأزمة المالية العالمية 2009 ؟!!! ... و هل يمكن قراءة تصحيحات مرتقبة لقيم الشركات و مؤشرات الأسواق من تلك الزاوية ؟! ... ربما.
خاص_الفابيتا
رؤيتك وتحليلك لها كل التقدير والاحترام، ولكن كثير من محللي الاسواق العالمية يكادون يتفقون مع رؤية بافيت في النظرة بعين الريبة والشك لوضع الاسواق العالمية والارتفاعات الغير مسبوقة التي لا تتوافق مع زيادة الديون وارتفاع التضخم وارتفاع اسعار السلع الرئيسية حول العالم، الشخص الوحيد المتفائل والذي لا يؤمن بكل ذلك هو محمد العريان الذي يرى ان وضع اسواق الاسهم لازال طبيعي ولديه أسبابهالتي يطول ذكرها.
تصحيح "أسبابه التي"