سوق الأسهم ليس مجرد شريط أسعار، ولا هو بالجماد، بل هو كائن حيّ من أكبر الكائنات، لأنه يتألف من ملايين الناس، كأنه مدينة كبيرة مزدحمة بحركة المرور، كثيرة الحوادث، مختلفة الطُرق، مُتباينة السُرعات، فيها طرق حُرة سريعة، وطُرق مليئة بالإشارات، وفيها مقاهٍ ومقاعد للمتفرجين، وخطوط للمُشاة، ورسوم للمهندسين.
سوق الأسهم مدينة كُبرى تعج بالملايين، ويختلط العقلاء فيها ببعض المجانين، والطماعون بالخوّافين، وتختلف فيها خرائط الطريق بين عدة مناهج، المنهج الأساسي أو الفني أو منهج الأحمق الأكبر، لكُلٍ وجهة هو مولّيها، وطريق سالكه مع ألوف السالكين..
ما العبرة من هذا؟ العبرة معرفة أنّ السوق أكبر من الجميع، وأنّ طريقه خطير العبور، وحوادثه المؤلمة كثيرة، لا يصلح فيه العناد، ولا ينجح فيه صاحب الاستخفاف، أو الذي يسمع كلام الناس، لا ينجح فيه، بعد توفيق الله عزّ وجل، إلا الجاد المُذاكر جيداً، المتوازن بين شدة المحافظة وشدة المخاطرة، الذي يعتمد المخاطرة المحسوبة بدقة، المصحوبة بالثبات والصبر، إنّ اللهَ مع الصابرين.
نقلا عن الرياض
كلام من ذهب : من أول كلمة إلى آخر جملة ، والعاقل من إعتبر .... بارك الله فيك