سمعت في إذاعة الرياض لقاءً مع المحاضرة نجلاء الهليل، المبتعثة من جامعة الأميرة نورة لتحضير الدكتوراه في بريطانيا.. كانت متحدثة جيدة وصريحة.. حين سألها المذيع عن صعوبات الابتعاث قالت: بصراحة الغربة قطعة من عذاب، خاصةً بالنسبة لنا نحن البنات، وأضافت: ومما يزيد المعاناة أنّ مناهج التعليم التي سِرنا عليها في المملكة تعتمد على (التلقين) وهي في بريطانيا تختلف جذرياً إذ تعتمد على (التفكير والنقد) كما أن تحضير رسالة دكتوراه باللغة الإنجليزية يُمثّل مشكلة بالنسبة لجيلي الذي لم يتعلّم الإنجليزية وفق مناهج مُتْقَنَة، قلت ودائماً يكون التفكير والتعبير بلغة ثانية غير اللغة الأصلية فيه تحدٍّ وإرهاق، لأن الإنسان هنا يستحضر الفكرة بلغته الأصل أولاً ثم يحاول إيصالها باللغة الثانية الرديفة التي لا يُمكن بحال أن يُتقنها إتقانه للغته الأصلية.. كانت المفاجأة في هذا اللقاء الجيد أن موضوع رسالة الدكتوراه للمحاضرة (نجلاء الهليل) هو: (الملابس في المتاحف) وللوهلة الأولى يبدو هذا ترفاً في مجتمع نامٍ كمجتمعنا لم يسد نصف حاجته من الأطباء والمهندسين، ولكن عند التمعّن نجد أن الموضوع نافع مستقبلاً، لأن بلادنا مقبلة على (نهضة سياحية شاملة) بحيث تصبح السياحة أحد مواردنا الاقتصادية الهامة، فلا بد أن تُبْنى المرافق السياحية على نهج علمي وفي مقدمتها المتاحف، خاصة أن المبتعثة الكريمة تخصصها (التراث)..
تحية لإذاعة الرياض، وللبرنامج المميز (مع المبتعثين).
نقلا عن الرياض
