هل أنت مضارب؟

16/09/2021 0
بسام العبيد

إن كنت ترى نفسك كذلك فلا بد لك من التعرف على أنواع المضاربين في أسواق المال وسياسة كل منهم، تتنوع الاستراتيجيات التي يستخدمها المضاربون في أسواق الأسهم لاقتناص الفرص والبحث عنها للحصول على أرباح مجزية تستحق ما يبذلونه من جهد ويقضونه من ساعات طوال لمتابعة السوق. ويقصد بالمضارب من يستهدف تحقيق أرباح من خلال الفوارق السعرية بين العرض والطلب بغض النظر عن الفترة الزمنية التي تتم فيها الصفقة الواحدة.

وتختلف نسبة الربح المقنعة لكل من هؤلاء المضاربين وفقا لنسب المخاطرة التي تناسب كلا منهم فنجد أن النسبة اليومية عند المضاربين اللحظيين تختلف عنها لدى المضاربين الأسبوعيين أو الشهريين، فكلما انخفض الفاصل المستخدم للمضاربة انخفض العائد، ويقابل ذلك ارتفاع في عدد الصفقات ونسب المخاطرة والعكس تماما، كلما كان الفاصل المستخدم أكبر كان العائد كذلك يقابلهما انخفاض بعدد الصفقات ونسبة المخاطرة، والمقصود هنا بالفاصل الزمني المستخدم بدءا من فاصل الدقيقة إلى الفاصل اليومي وربما الأسبوعي. وهذا عموما يستثنى منها درجة الإتقان والالتزام ونوع الاستراتيجية المستخدمة بين كل مضارب وآخر.

ولعلنا هنا نتطرق إلى بعض الأساسيات والأدوات التي يهتم بها أغلب المضاربين في الأسواق، فالمضاربون اللحظيون الذين يجرون عدة صفقات خلال الجلسة الواحدة للتداول يستهدفون تحقيق ربح 1 في المائة لكل صفقة قد تزيد في حال ارتفاع الأسواق وربما تكون أقل حال انخفاضها، وأغلبهم يحددون وقفا للخسارة لكل صفقة تراوح بين 1.5 و2.5 في المائة حسب شهية المخاطرة بالسوق والاحترافية بالتداول من خلال زيادة نسبة نجاح الصفقات الناجحة مقابل الخاسرة منها.

بينما المضاربون الذين يعتمدون على الفاصل اليومي أو الأسبوعي تكون فترة احتفاظهم بالسهم أكبر والعائد كذلك مقابل عدد صفقات ومخاطرة أقل، حيث يعتمدون على سياسة الشراء والإبقاء من خلال الإشارات الفنية التي تمنحهم وقتا للدخول وآخر للخروج وربما احتفظوا بسهم ما لعدة أشهر.

هناك عدة أدوات تكاد تتشارك بها كل فئة منهم من حيث الاهتمام وبناء القرار عليها، منها على سبيل المثال: الفوليوم "أحجام التداول" ونسب السيولة والشموع اليابانية التي تدل على الشراء والبيع، وكذلك الأنماط والأشكال الفنية متى وجدت فضلا عن مناطق الدعم والمقاومة ودراسة الاتجاه وتحديد مداه القريب والبعيد.

كما تركز فئة المضاربين من أصحاب السيولة المتوسطة وأقل على الشركات ذات القيمة السوقية المنخفضة، حيث تكون أخف حركة من غيرها وغالبا تعد الشركات التي تقل قيمتها السوقية عن 400 مليون ريال وما حولها هدفا لهذه الفئة. بينما يركز أصحاب السيولة الكبيرة من المضاربين على شركات أكبر قيمة تستوعب سيولتهم ليكون دخولهم وخروجهم بشكل سلس.

وتعد الصفقات الخاسرة بالنسبة لكل فئة منهم أمرا حتميا لا مفر منه لذلك لا تراهم يجزعون منها أو يشعرهم ذلك بالإحباط، حيث يولون لأوامر وقف الخسارة أهمية كبيرة في تداولاتهم، بل يجعلونه أساسا لكل عملية حتى يمكنهم ذلك من إيقاف نزيف الخسائر والمحافظة على الأرباح.

قد لا تناسب المضاربة كل متداول وربما حتى من يرون أنفسهم كذلك، فهي مجموعة من السمات المهارية والنفسية والمالية والسلوكية تختلف من متداول لآخر، لذلك لا بد أن يختار المتداول ما يجب أن يكون عليه داخل السوق من خلال أهدافه ومدى تحمله المخاطر وقناعته بالمكسب.

 

نقلا عن الاقتصادية