هذه مقولة مشهورة للأديب الروسي المبدع (أنطوان تشيكوف) ١٨٦٠ - ١٩٠٤م فقد ظل يمارس عمله كطبيب حتى بعد أن أصبح أديباً طبّقت شهرته الآفاق، وعبرت قصصه القصيرة ومسرحياته القارات، ومع ذلك لم يترك مهنة الطب رغم عدم حاجته المادية، وربما كان لعمله كطبيب دور عظيم في إلهامه الكثير من الأقاصيص المبدعة، فإنّ عملاً كالطب يجعل صاحبه يواجه مواقف إنسانية نادرة، ويعيش مشاعر الآخرين بشكل لا يُتاح لأي صاحب مهنة أخرى: إنه يرى الضَّعف البشري على حقيقته العارية من كل تصنُّع أو تجلُّد، ويرى تقلّب الدنيا والأحوال واصطراع المشاعر، يرى الذعر في العيون، والأمل الذي يراود المريض، والتأرجح بين هذا وذاك، ويمر به أناس في منتهى القوة والثراء والجاه - هكذا يبدون في عيون الاخرين - ولكنّ كثيراً منهم يبدو أمام الطبيب - في حالة المرض المخيف - مُحطماً ضعيفاً مهزوماً مرعوباً.
وهي مشاعر يدركها صاحبُ موهبةٍ أدبية نافذة مثل (تشيكوف) وإن حاول صاحبها جاهداً إخفاءها، ولهذا كانت أكثر أقاصيص (تشيكوف) عن الأحاسيس الداخلية.. ومع الفارق وقبل أن أقرأ هذه المقولة كتبت ١٩٩١ في كتابي (كيف تستثمر أموالك في الأسهم) إن النوم من معوقات النجاح في التجارة (صاحبكم كاتب هذا الكلام نوّام! ولهذا فهو أخبر بمضار نوم الصباح على تجارة الأسهم ولكنه كالذي تزوج امرأتين مختلفتي المزاج: إحداهما تنام إلى الظهر ولكنها حلوة جميلة وهي الكتابة والأخرى تصحو مع الفجر لكنها قبيحة فهو يفضل سهر الأولى على التحديق في وجه الثانية رغم أنها الأغنى والأكثر فائدة مادية).
نقلا عن الرياض