في المقال السابق، أوردت عددا من القصص الملهمة في القيادة لنماذج من نخبة المجتمع الدولي، بحسب معهد روفي بارك، وفي هذا العدد نذكر مجموعة من القصص الملهمة لنماذج من الطبقة العاملة في المجتمع، ويمكن ربط هذه النماذج مع النظريات المفسرة للقيادة للتعرف على أسلوب القيادة لكل حالة.
القيادة من خلال التعاطف empathy لجاسيندا أرديرن Jacinda Ardern. بحسب الكاتب: التعاطف ليس أول ما قد تفكر فيه عندما تنظر إلى السياسيين، لكن جودة ومستوى القيادة هي التي تجذب الناس إلى جاسيندا أرديرن، رئيسة وزراء نيوزيلندا. مثلت جائحة فيروس كورونا أحد أكبر التحديات التي واجهت السياسيين وقادة العالم منذ عقود. وكان لأسلوب قيادة جاسيندا أرديرن في مواجهة الأزمة صدى كبير لدى الناس. في آذار (مارس) 2020، استضافت بثا مباشرا على Facebook قبل إغلاق نيوزيلندا. بدأت بالاعتذار عن فستانها غير الرسمي بشرح أنها وضعت طفلها للتو في الفراش وأرادت تسجيل الوصول مع الجميع. كانت رسائلها واضحة ومتسقة واستمع إليها الناس. بفضل تأثيرها في مواطنيها، استطاعت نيوزيلندا كإحدى الدول القلائل في العالم إدارة الجائحة بنجاح. وهنا يمكن أن نضيف قصة أخرى استطاعت السيدة Ardern أن تكسب تعاطف المجتمع المدني، وتسهم في وأد الفتنة بعد مذبحة مسجدي كرايستشيرش في نيوزيلندا عام 2018، فقد كان لظهورها الرسمي والمتعاطف مع أسر ضحايا العمل غير الإنساني الذي أودى بحياة عدد من السكان المسلمين، دور في احتواء الأزمة، وتوحيد المجتمع بجميع فئاته لمواجهة أي مخاطر قد تحدث نتيجة للعنف.
القيادة من خلال الصداقة الحميمة، وبطلها لويس أورزوا Luis Urzúa، رئيس عمال، وقع فريقه المكون من 33 رجلا في حصار في أحد المناجم في تشيلي لمدة 70 يوما عام 2010، حيث أدى انهيار منجم النحاس والذهب في سان خوسيه في شمال تشيلي إلى حبس 33 رجلا على بعد 700 متر تحت الأرض. أدرك لويس أورزوا رئيس العمال على الفور خطورة الحادث وتولى المسؤولية، وقام بتنظيم الرجال من أجل البقاء على قيد الحياة على المدى الطويل ومساعدتهم على التأقلم عقليا مع الموقف. وقام بعمل خرائط تفصيلية للمنطقة للمساعدة في جهود الإنقاذ ونسق بشكل كبير مع المهندسين على السطح. وقد كان آخر رجل يتم إنقاذه وظهر هادئا وبعيدا عن الضغط، وعلق "لقد كانت نوبة طويلة بعض الشيء" .. استخدم مهاراته القيادية، وقربه من فريق عمله في إبقائهم بعيدا عن المخاطر والتعايش مع الظروف القاهرة لحين إنقاذهم.
القيادة من خلال النجاة، وبطلتها ملالا يوسفزاي Malala Yousafzai، التي نشأت في شمال غرب باكستان، عندما منعت طالبان الفتيات من الذهاب إلى المدرسة. كانت ملالا مؤيدة لتعليم الفتيات، ونشطت عام 2009 في ذلك من خلال الدعوات لتعليم الفتيات، ونشرت قصتها تحت سيطرة طالبان باكستان، وعمل لها برنامج وثائقي، ما زاد من شهرتها وتأثيرها، ورشحت لجائزة السلام الدولي للأطفال، وحصدت جائزة نوبل للسلام عام 2014 لنضالها ضد الظلم وانتهاك حقوق الأطفال والشباب ودفاعها عن حق جميع الأطفال في التعليم. وكان عمرها آنذاك 17 عاما لتكون أصغر حاصلة على جائزة نوبل في العالم. تعرضت ملالا عام 2012 لإطلاق نار من مسلح من طالبان أطلق عليها ثلاث رصاصات في رأسها في محاولة اغتيال. نجت من الحادثة، وشكل الهجوم غضبا عالميا، وفي باكستان، ساعد ذلك على التصديق على قانون الحق في التعليم. نجحت ملالا في إكساب حق التعليم للجميع في منطقتها، أصبحت مؤثرة اجتماعية وأسست صندوق Malala غير الربحي، لدعم التعليم في العالم.
نقلا عن الاقتصادية