تعد شركات الوساطة حلقة الوصل الرئيسة بين المتداول والسوق، فهي الجسر الذي يربط بين الاثنين. ويعتمد نجاح هذا الجسر على مدى سهولة سلوكه ومتانته وعدد المرتادين من خلاله. ومن ناحية العدد فهو يتجاوز الأربعة ملايين محفظة تمر من خلال هذا الطريق الوحيد الذي يربطها بالسوق. وأما ما يتعلق بالسهولة فقد تطورت بشكل ملحوظ، إلا أنها لا تزال تحتاج إلى مزيد من التطوير من حيث طريقة الاستخدام للأوامر حتى تتناسب مع اختلاف ثقافة المستخدمين لشبكة النت وشرح كل نوع من تلك الأوامر للمستخدم بطريقة واضحة وبسيطة حتى يستطيع استخدامها والاستفادة القصوى منها بشكل سهل، كذلك إتاحة استخدام الهاتف المجاني لكل شركة لجميع العملاء دون تمييز بين قيمة المحافظ أو اشتراط حد أدنى للاستفادة من هذه الخدمة التي تخدم شريحة كبيرة من كبار السن، كما أنها وسيلة بديلة عند حدوث أعطال عبر شبكات الإنترنت في مواقع هذه الشركات، ومن حيث المتانة فلا شك أن المطلوب أن يكون هذا الجسر متينا من الناحية التقنية وبعيدا عن الانقطاعات شبه المتكررة التي تضر بمصالح المتداولين، وربما تكبد البعض منهم ملايين الريالات دون تعويض يليق بما يتكبدونه من خسائر بسبب تلك الانقطاعات، خاصة عندما تمر السوق بمنعطفات ارتفاعات أو انخفاضات قوية!
وعند الحديث عن هذا الجسر، فلا شك أن رسوم العبور التي تتلخص بقيمة عمولات البيع والشراء، لها أهمية كبيرة ولا تزال مرتفعة في عموم شركات الوساطة، وأحد المعوقات التي تسهم في جذب تدفق مزيد من الأموال والمحافظ للسوق. رغم ما يقدمه بعضها من تخفيضات وتسهيلات إلا أن الشريحة الأكبر تبقى دون ذلك.
كما أن خدمات هذه الشركات في مجال الأسواق العالمية، كالسوق الأمريكية التي شهدت تدفقا ملحوظا وزيادة كبيرة في قيمة المحافظ المفتوحة في تلك السوق، فاقت 400 مليار ريال خلال أقل من عامين، ولا تزال شركات الوساطة تعتمد على شركات خارجية للتداول عوضا عن فتح طريق مباشر خاص بها، فهي تتداول عبر شركات خارجية تدفع لها عمولات ثم تعود لتأخذ من العميل المحلي ثلاثة أضعاف ما دفعته لتلك الشركات بربح يتجاوز 300 في المائة، لذلك لا عجب أن نجد شركات الوساطة لدينا تحقق نسبة أرباح عالية تفوق كبرى الشركات في قطاع البتروكيماويات أو الاتصالات أو المصارف، فكلها على حساب وجيب العميل من خلال عمولات عالية تجاوزت حد المعقول!
وأخيرا، كلمة من محب يرغب في ازدهار هذه السوق التي تعد واجهة اقتصادية للبلد، خاصة بعدما وصلت السوق السعودية للمرتبة التاسعة بين أسواق العالم، لا بد لشركات الوساطة لدينا المحافظة على عملائها وتحقيق نسبة الرضا القصوى لهم، وهذا يتلخص فيما يحتاج إليه العميل ويرغب في أن تقدمه له تلك الشركات، فالعميل يرغب في منصة سهلة وبسيطة وعمولات معقولة وتقارير عن السوق وقراءة مبسطة لإعلانات نتائج الشركات، كذلك خدمات توعوية تنير له طريق التداول وتملكه الأدوات اللازمة للنجاح في هذه السوق، والاعتماد على نفسه من خلال إقامة الندوات والورش والدورات المجانية، ليمكنه الصمود في بحر ذي أمواج متلاطمة، ولتتذكر تلك الشركات أن نجاحها مرهون ببقاء العميل في السوق، وخسارته لرأسماله في النهاية تعد خسارة للشركة وفقد عمولات منتظرة منه، وفي النهاية فنجاح شركات الوساطة هو نجاح للسوق.
نقلا عن الاقتصادية
فعلا عمولات مرتفعة مقارنه بالعمولات عالميا