لا يهمنا الخلاف حول موقع «ثَنيّات الوداع» الذي تخلد بدخول خاتم المرسلين منه أول وصوله عليه السلام إلى يثرب، لأنّ الحدَث الذي غيّر العالم إلى الأبد أهم من كل هذا.
الهجرة النبوية الشريفة غيرت الدنيا وما فيها وما عليها، وإن كان التغيير بدأ من نزول (اقرأ) لكنه مع الهجرة 622م انتشر وانتصر وأضأ المشارق والمغارب أمس واليوم وإلى يوم القيامة، فالدعوة الإسلامية دعوةٌ عالمية تسير في الأرض مسير الشمس، وتكسب ملايين البشر بشكل مستمر، وتنتشر في أمريكا وأوروبا وآسيا وكل مكان وزمان انتشار النور في الظلام.. كانت الهجرة النبوية إلى المدينة قوّة الانطلاق الكبرى التي فاض شعاعها المبارك على الكون وعمّ العالمين في كلّ مصر وعصر، وحررت العقل والجسد من الاستعباد لغير الله الواحد الأحد الفرد الصمد..
سطر التاريخ أشهر نشيد واكب هذا الحدث العالمي الفريد:
طـَلَعَ البـــــَدْرُ عَلَيْـنــــَا ** مِنَ ثَنِيــــَّاتِ الوَدَاع
وَجَبَ الشُّكْرُ عَلَيْنـــَا ** مــَا دَعَــــــــى لِلّــَهِ دَاع
أَيُّهَا المَبْعُوثُ فِينـــــــَا ** جِئْتَ بِالأَمْرِ المُطَاع
جِئْتَ شَرَّفْتَ المَدِينَة ** مَرْحبََاً يَا خــَيْرَ دَاع
نقلا عن الرياض