بدأت العديد من دول العالم العودة إلى الحياة الطبيعية رغم استمرار تسجيل حالات الإصابة بفايروس كورونا، فالعالم اليوم أصبح أكثر فهماً للمرض وآثاره، وبدا التركيز ينتقل من عدد الحالات المصابة إلى عدد الحالات الحرجة وأعداد الوفيات !
ففي سنغافورة أعلن عن خطة جديدة تركز على رصد الحالات الحرجة بدلا من أعداد الإصابات اليومية، وفي بريطانيا لم تعد أعداد الإصابات اليومية تثير الاهتمام بقدر الحالات التي تشغل أسرة المستشفيات، فهناك حقيقة برهنها الوقت أن غالبية أعراض المصابين بالفايروس تكون خفيفة وأقل حتى من أعراض الإنفلونزا ولا تحتاج للعلاج، وبالتالي يتم التركيز على الأشخاص الأكثر عرضة للمضاعفات المصابين بالأمراض المزمنة والتنفسية، والأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة !
في بدايات ظهور كورونا المستجد كانت مجرد المخالطة تثير الفزع وتتطلب تدخل السلطات الصحية، ولم يكن ينقص وزارة الصحة سوى إرسال الوزير نفسه لاصطحاب المشتبه بإصاباتهم إلى غرف العزل في المستشفيات، لكن اليوم الوضع تغير، فحتى المصاب، يطلب منه البقاء في منزله وانتظار زوال الأعراض والشفاء الذاتي ما لم يُعَانِ من صعوبات في التنفس !
إذن نحن أمام عالم بدأ يتعامل بواقعية مع الجائحة، واقعية تفرضها التداعيات الاقتصادية والاجتماعية والحاجة لاستئناف الحياة كما عرفها الإنسان، خاصة مع التوسع في إنتاج اللقاحات وتلقيها !
باختصار.. لم تعد معارك بعض الحكومات مع كورونا ومتحوراته تستدعي انتصارا حاسما، بل هدنة تحقق السلام !
نقلا عن عكاظ