الجمال المعنوي هو مكارم الأخلاق (جمال الروح)، وثقافته تنبع من الدين والتربية القويمة، والثقافة السليمة. والجمال الحسي هو (التناسق) و(البساطة الموهوبة)، ومن المؤسف أن هذه المفاهيم السليمة بدأت تضعف في هذا العصر المادي، فجمال المرأة الذي هو عِطْرٌ في زهرة، تحول كثيرا، وانحرف إلى أشكال صناعية لا تتناسب مع جوهر الجمال، بل تعتمد على التكلف في أدوات الزينة المُبالغ فيها إلى حَدٍّ صارخ في كثير من الأحيان.
إن مساحيق التجميل الموجودة في العصر الحديث تفوق جميع ما توافر للبشرية في التاريخ!
وكثير من النساء المعاصرات تضع الواحدة منهن أشكالاً عجيبة من المساحيق ذات الألوان المختلفة حسب كل منطقة في الوجه حتى تبدو كأنها مهرجة، وبعضهم تزيدها حبتين فتصبح كالبهلوان! ..
ولا تعرف كثير من النساء أن الرجال يفضلون الجمال الطبيعي على هذه المساحيق الغريبة، وأن قليلاً من الزينة الخفيّة والبعيدة عن التكلّف خير ألف مرة من هذه المساحيق الظاهرة، التي تُخفي الجمال الطبيعي، وفوق هذا تسيل على بعضها إذا زادت الحرارة قليلاً!
قرأت لأطباء البشرة تحذيرات كثيرة من المبالغة في استخدام المساحيق الكيميائية، وأنها تضر البشرة - فوق أنها لا تخلق الجمال بل تمحقه - ولكن دعايات شركات التجميل أقوى وأعلى من أصوات الأطباء، فقد غسلوا أدمغة كثيرات من النساء طمعاً في المال الوفير! وكلما رفعوا قيمة البودرة أو الكريم أو المرطب أو عمليات التجميل، حلا ذلك في عيون بعض النساء، مع أن خبراء البشرة من الأطباء يعرفون أن مرطبات البشرة الطبيعية أفضل وآمن وأرخص بكثير. وكلما ارتفع ذوق المرأة وثقافتها قلّ وضعها للمساحيق، وعرفت كيف تستخدم المستحضرت الجيدة بأقل قدر ممكن بحيث لا يُحس به أحد، كما أن كثيرا من عمليات التجميل «والتفخ والنفخ» مسخت ملامح الوجه، وجعلت كثيرا من النساء متشابهات، يحس من يراهن بما وراء ذلك من عمليات تجميل صارخة وتغيير لخلقة الله أحسن الخالقين..!!
إن تجارة مواد التجميل وجراحاته صارت رائجة ومربحة بشكل هائل، ورسخت ثقافة سائدة عند كثير من نساء اليوم، والبنات الصغار يقلدن الأخوات والأمهات، حيث بدت كثير من الحفلات النسائية غريبة الشكل والمشهد وكأنها حفلات تنكريّة.
نقلا عن الرياض
الشعر منفوش والعيون زرق والرموش كأنها أشواك والشفاه ملطخة بالدم لو رأها أعرابي لهرب منها يظن أنها جنيّة هههههههههههه