(بعض )المتداولين قبل أن يقرر يزحر زحير(أم عليوي) في(درب الزلق) يوم أراد(حسينوه)منها الانتقال من بيتها القديم لبيت جديد ، وتصرّ ضلوعه صرير باب مهترئ يُفتح في زمهرير الشتاء وصفق الريح والباب هزيل المقابض والمقاص ما قد لمسه قطرة زيت !.
(أم عليوي) تحنّ وتون، تدمدم وتهمهم وهي تفتح صندوقها المشلوخ القديم الذي فيه بقايا البقايا من صغائر مخلفات زوجها الذي مات من عشرات السنين وتدخّل رأسها وسط الصندوق تلمّس قطعة منديل نسجت عليه العنكبوت وتطلّع قطع(فتيت)كان زوجها أكل منها قبل أن يموت، تذوق الفتيت الفاسد وقطعة اقط خاربة وتشم بقية من ثوب قديم للزوج البالي وتلبس نظارته المكسورة وتواصل الونين والحنين وتذرف الدموع وتهمهم بكلام غير مسموع ولا مفهوم ويضرب رأسها باب الصندوق الثقيل فلا تحس ولا تفيق تقعد وتقوم تدور حول الصندوق مرة تغلقه و مرة تفتحه وتدخل يديها تحوس وتجوس فيه تلمس كل ما فيه وهي رافعة بابه الثقيل براسها وغايصة برقبتها تفتش بأصابعها النحيلة وتناظر ببصرها الكليل داخل الصندوق المتشلخ الكبير تريد ألاّ يفوتها رؤية كل شي فيه حتى حتاته وغباره وحشراته وحسينوه يرعد عليها ويزبد يبيبها تترك الآن بيتها الذي عاشت طول عمرها فيه وتفارق صندوقها الذي وضعت جميع ذكرياتها داخله ! حالتها حالة ! وهي تشبه حالة بعض المتداولين المترددين إذا أراد أن يشتري أو يبيع ! يفكر ويقدر ويقدم ويؤخر ويزحر قبل أن يتخذ القرار ويحن ويون بعد اتخاذه خوفًا من مصيره المتردد لعدم وجود أخبار جوهرية ولا فرصة بديلة واضحة معذور فكلنا ذلك الإنسان في كثير من الأحيان والأمور حين تشتبه الطُرق أو يزيد الظلام ويبهت النور، ولكن لايوجد أسوأ من التردد الكثير قبل اتخاذ القرار السليم وقد اتضح الأمر وبانت الحال وظهرت الفرصة البديلة الأفضل واضحة وعرف المتردد نفسه القرار الصحيح بعقله ولكن طبعه الشك والخوف والتردد وعادته وعاطفته منعته من الجزم باتخاذ القرار وجعلته يتأخر ويتردد ويستشير في الشراء والبيع الصغير والكبير ومن يفهم ومن لا يفهم وكلما طال تردده زاد تردي عائده أو زادت خسارته فلا يتخذ القرار إلا وقد ساءت الحال وطارت الطيور بالأرزاق.
الله يحلل أم عليوي عنده في ونينها وحنينها وقيامها وقعودها ودس راسها في الصندوق!
خاص_الفابيتا
اسلوب أدبي رائع وإضاءة للمترددين.. شكرًا أستاذ عبدالله
ههههه تردد العقاريين أقوى طال عمرك