للسوق آذان وعيون

25/06/2021 0
عبدالله الجعيثن

من يريد التداول في أسواق الأسهم يحسن به أن يُرهف السمع ويفتح عينيه جيّداً، الأسهم شديدة الحساسية للأرقام والأخبار، ونحن في عصر تنهال فيه الأرقام والأخبار، في الليل والنهار، عصر العولمة المالية الذي ترابطت فيه الأسواق، وتشابكت المصالح، وتكاثرت الأحداث..

المضارب عامةً واليومي خاصة ينبغي أن يُرهف السمع ويفتح العين، يُتابع الأخبار السياسية، وأسعار النفط والسلع، ومنتجات الشركات، وتوصيات بيوت الخبرة، والتدقيق في إعلانات السوق، ومراقبة اتجاه السيولة، ووضع الأسواق العالمية، والاستعداد لأخذ القرار، ليفعل كل هذا ويتواضع أيضاً ولا يجزم، لا يوجد في أسواق الأسهم مجالٌ للجزم أو شبه اليقين، أسواق الأسهم مُتغيرة كالحرباء خطيرة كالحيّة الرقطاء، وإذا كان للمضارب سمع بعيد، وبصر حديد فليعلم أنه ليس له إلا أذنان وعينان، وأنّ كثيراً من المنافسين، وهم ملايين، لهم آذان عديدة مفتوحة وعيون كثيرة كبار، فهم يملكون ما قد لا يملك من مصادر التحاليل والأخبار والمعلومات، ويشتركون في وكالات ومواقع وقنوات مُكلفة قد لا يستطيع هو الاشتراك فيها، ولديهم مستشارون يتابعون كل شيء، وهو قد يكون وحيدًا فلن يُحيط بالكثير ولن يسبق للجديد..

ما الحل، إذاً، مع تلك المعضلة الحقة والمنافسة الشرسة في الأسواق؟ الحل من عدة خطوات:

إدراك أن ذلك فضل الله يعطيه من يشاء فلا نعتد بأنفسنا بل نستخير الله ونجتهد سائلين الله عز وجل التوفيق في الأول والأخير، في كل الأمور مدركين أنه:

(إذا لم يكن عونٌ من الله للفتى فأول ما يجني عليه اجتهاده).

دفع الصدقات عن طيب نفس بعد كل ربح، فما نقص مالٌ من صدقة بل تزده وتبارك فيه، والبركة أفضل وأجدى من الربح الممحوق البركة.

مراقبة اتجاه السيولة فهي تعكس الحوادث والأخبار.

الاستفادة من التحليل الفني السليم والمالي، الأخير يقول لك ماذا تشتري والأول متى تشتري..

تنويع المحفظة في عدة قطاعات من الأسهم وعدة قنوات من الاستثمار.

الاحتفاظ بسيولة في مختلف الأحوال.

والأسهل من هذا كله وربما الأفضل هو التحول من المضاربة إلى الاستثمار في شركات راسخة ذات توزيعات مستمرة نامية، مع اختيار التوقيت المناسب، من وفقه الله لهذا الاختيار فلن يحتاج لمتابعة كل شيء، ولن يجتاحه قلق المضاربة، ولن يُهدر سمعه وبصره وعمره في متابعة أسعار متغيرة وأخبار سريعة متقلبة، بل سوف يمتع نفسه بالتنزه في هواياته والاستمتاع بحياته، بعيداً عن قلق المضاربة وضياع الوقت وتوتُّر الأعصاب.

وفقنا الله وإياكم في الدنيا والآخرة.

 

نقلا عن الرياض