القيادة Leadership أصبحت هذا العبارة من أهم متطلبات النجاح في هذا العصر. ماذا تعني، وكيف تطورت، وما نظرياتها، وأبرز قصص النجاح المرتبطة بالقادة؟ سأحاول في هذه المساحة وعلى أعداد غير مترابطة تغطية هذا الموضوع.
القيادة ارتبطت في العصور السابقة بمفهوم القيادة الحربية، حيث كان القائد في الحروب والغزوات من أهم محفزات الانتصار ورمز قوة لتلك الجيوش. تطور المفهوم وأصبحت القيادة من المفاهيم الإنسانية والإدارية التي تحفز نجاح المشاريع وتسهم في صنع قيمة مضافة. وتعرف القيادة عموما بأنها إحدى طرق التوجيه والإشراف، وتسهم في التأثير في أداء الاعمال. والقائد هو الشخص الذي يدير حركة العاملين من إخلال الاتصال المباشر معهم.
يرى هوارد كارليسل Howard Carlisle أن مفهوم القيادة أقل من مفهوم الإدارة في المعنى، حيث يؤكد أن الإدارة Management ترتبط بكل العمليات التي تهدف إلى تحقيق أهداف المنظمة التي تشمل التخطيط، والتنظيم، والتوجيه والرقابة، أما القيادة فيعدها وظيفة إشرافية فرعية من وظائف الإدارة. وإن كانت ذات أهمية عالية، حيث إن الإدارة تركز على معرفة الأشياء التي يجب أن تتم لجعل التنظيم ناجحا، في حين أن القيادة تركز على جعل الآخرين يؤدون هذه الأشياء بنجاح من خلال الاستراتيجيات التي يرسمها القائد لتحقيق الأهداف.
وكبعد اجتماعي للقيادة، یعرفها جان موتون وروبرت بلیك Jane Mouton & Robert Blake بأنها النشاط الإداري الذي يتم من أجل زيادة الإنتاجية وتنشيط الابتكار في حل المشكلات ورفع الروح المعنوية والرضا للعاملين. لذلك يعرفها كامل عويضة بأنها مجموعة السمات والمهارات التي يمتاز بها القائد أو التي يجب أن تتوافر في القائد لتوجيه وضبط وإثارة سلوك واتجاهات الآخرين. وهي ترتبط بالخصائص الشخصية للقائد ومدى قبوله من قبل التابعين له، وتأثيره فيهم، وفي ذلك يشير كونتز واودونيل Koonts & Odonnel إلى أن القيادة تعني عملية التأثير الذي يقوم به القائد في مرؤوسيه لإقناعهم وحثهم على المساهمة الفعالة بجهودهم للقيام بنشاط معين. القيادة هي الجهود المبذولة للتأثير في سلوك الأفراد من أجل الوصول إلى أهداف المنظمة فيدلر Fiedler، من خلال هذه التعريفات يمكن الوصول إلى أن القيادة ترتبط بشكل كبير بالشخصية التي يتسم بها القائد، وخبراته، وقدرته على التأثير في التابعين له وتوجيه سلوكهم نحو تحقيق أهداف مقبولة للجميع. بحسب كيفن كروس Kevin Kruse القيادة هي عملية التأثير الاجتماعي، وتزيد من جهود الآخرين نحو تحقيق الهدف. ومن هذا التعريف نستنتج التالي: القيادة تنبع من التأثير الاجتماعي وليس السلطة أو القوة، القيادة تعتمد على الآخرين، وهذا يعني أنهم ليسوا بحاجة إلى أن يكونوا تحت إدارة مباشرة، لا ترتبط القيادة بإرث أو مكانة اجتماعية أو سمعة، فهناك عديد من الأساليب، والمسارات، لتحقيق القيادة الفعالة، كما أنها تسعى لتحقيق أهداف وليس تأثيرا مع عدم وجود مستهدفات.
نقلا عن الاقتصادية