(إن الرجال الأسوياء يذهبون إلى أعمالهم صباحاً بدل الخبط طول الليل على الآلة الكاتبة والنوم في النهار.. اخرج من بيتي!) هذا ما قالته العجوز مالكة العمارة لأشهر قاص أمريكي (ارسكين كالدويل) وهو في بداية المشوار! طردته - كما يقول - كالكلب الضال! مع انه كان يدفع الايجار!
وفي كتابه الرائع (كيف أصبحت روائياً) يشرح لنا ما واجه في السنوات العشر العجاف! لقد وضع رأسه بين يديه وقرر أن يكون أديباً ولا شيء غير ذلك! كان فقيراً فظل عشر سنوات يصارع التشرد والجوع! (.. خرجت واتجهت إلى اوجستا حيث وجدت غرفة رخيصة في شارع جرين، وهناك واصلت الكتابة ليلاً نهاراً لا اخرج الا مرة في اليوم لأحضر علبة من الفاصوليا ورغيفاً رديئاً.. لم يكن في الغرفة تدفئة، والوقت يناير، ومازال التقرح في يدي وقدمي نتيجة لعضة الصقيع خلال الشتاء الماضي الذي قضيته أزرع البطاطس التي آكلها فقط، فكرت بمطالبة مالك الغرفة بتدفئة لكنني خشيت ان يطردني رغم أني كنت متأكداً ان البرد في العراء أرحم منه في هذه الغرفة ولكنني صمت..) ظل كالدويل أكثر من عشر سنين يبعث كتاباته لمختلف الصحف والمجلات الأدبية ولا من مجيب ولا رجاء وأخيراً قرر رئيس تحرير إحدى المجلات ان يسند إليه (عرض الكتب الجديدة) على ان تكون الكتب التي يعرضها هي مكافأته الوحيدة! كان بإمكانه ان يمارس أي عمل آخر ويكسب رزقه لكنه أصر بشكل عجيب ان يصبح روائياً هذا ما وجد فيه نفسه وما أحبه من أعماقه!
ثابر ليل نهار يعيش على الخبز الجاف حتى نشرت الصحف له أول رواية على حلقات وبقروش! ثم عرف بالتدريج.. ثم صارت قصصه من أكثر الكتب في التوزيع.. ثم تحولت إلى أفلام فأصبح مليونيراً بعد سنوات من المثابرة والفقر والكفاح.. ما هي النصيحة التي يقدمها؟ لا شيء.. يقول (الحياة أكبر معلم).
نقلا عن الرياض
الحياة اكبر معلم.."" بهذا قال كل شئ
جميل ما تكتب أستاذ عبدالله الجعيثن
نعم الحياة أكبر معلم ولا شك ولكن الايمان والثقة بقدراتنا والتوكل على الله هي المنجاة لكل المصاعب التي نواجهها في الحياة