ما أشبه الليلة بالبارحة

17/09/2020 5
راضي الحداد

وأنا أتابع السوق السعودي في الأيام القليلة الماضية وأرى الإنفصام بين أسعار أسهم بعض الشركات وأداءها المالي - تداع إلى ذهني قول الشاعر طرفة ابن العبد " كلهم أروغ من ثعلب ..... " ما أشبه الليلة بالبارحة " وتساءلت هل الاستراتيجية التي يطبقها بعض المتداولين لتحقيق أرباح عالية تتفوق على مؤشر السوق بهامش كبير في فترات قصيرة ، استراتيجية تستحق التوقف عندها وخصوصا أنها استراتيجية لن تجدها في كتب الاستثمار وإدارة المحافظ وغالبا تسبب بعض التشوهات وتنتهي بمآسي لبعض المتداولين .الاستراتيجية تتلخص في اختيار شركات صغيرة الحجم وتحقق خسائر وربما جزء من رأس مالها تآكل ويتم تدوير أسهمها بسرعة .هل هي سخرية ! أم فيها شيء من الحقيقة وقد تكون حقيقة مرة. دعونا نغوص قليلا في احصائيات السوق لشهر أغسطس 2020م . ارتفع السوق 6.44% ليقفل على مستوى 7940.70 نقطة مع قيمة تداول شهرية 150 مليار ريال . الجدول يوضح أكثر الشركات ربحية

 

ولكن ماهي خصائص الشركات التي حققت أعلى العوائد الرأسمالية في شهر أغسطس عوائد لم تحققها أكبر شركات التكنولوجيا التي تملك حصن اقتصادي تحمي مزاياها التنافسية .الجدول التالي يوضح خصائص هذه الشركات و يمكن تلخيصها في الآتي :

 

* معدل دوران السهم مرتفع، فمثلا شركة المصافي تم تدوير السهم بين أيدي المتداولين حوالي 5 مرات في شهر واحد فقط.

* العائد على حقوق المساهمين منحفض جدا أو سلبي مما يشير أن الشركة تحقق خسائر، شركة اللجين الذي يوضح الجدول أن العائد على حقوق المساهمين مرتفع إذا استخدمنا الأرباح التشغيلية وهي الأهم فإن العائد على حقوق المساهمين سالب أيضا.

* مكرر الأرباح لهذه الشركات سالب أو مرتفع بشكل كبير.

* مضاعف القيمة الدفترية لجميع هذه الشركات أعلى من مضاعف القيمة الدفترية للسوق . وبلغ لبعض الشركات رقما مبالغا فيه يصعب تبريره ، ولتتضح الصورة نسوق بعض الأمثلة

مضاعف القيمة الدفترية لشركة الأسماك 6 مرات وهو أعلى من مصرف الراجحي

ومضاعف القيمة الدفترية لشركة تهامه أعلى من شركة جرير

إن المؤشرات المذكورة توضح بجلاء بأن هدف المتداولين لم يكن استثماريا ، بل نوع من المضاربة أو ربما نوعا من المغامرة . وربما أفضل وصف لهذه الظاهرة ما ذكره

التقرير الصادر من هيئة السوق المالية تحت عنوان "هيئة السوق المالية وانهيار سوق الأسهم السعودية عام 2006م " يقول التقرير في الصفحة الخامسة ما نصه

 

فهل يتكرر سيناريو 2006م ، ونتذكر قول شاعرنا " ما أ شبه الليلة بالبارحة "!

 
 
خاص_الفابيتا