بدأت دول العالم تستوعب صدمة جائحة كورونا كوفيد ١٩، لم تعد المسألة متعلقة بأعداد المصابين بقدر ما هي متعلقة بأعداد الحالات الحرجة وقدرة النظام الصحي على توفير الرعاية اللازمة لها، كما أن تشافي نسبة كبيرة من المصابين دون أن تظهر عليهم أعراض المرض منح العالم مساحة من الاسترخاء والحد من الهلع في مواجهة الأزمة !
معظم المجتمعات في دول العالم تقبلت فكرة استئناف أنشطة الحياة بموازاة العمل على مكافحة عدوى الفايروس، فعودة الاقتصاد للعمل لم تعد خيارا بل ضرورة لمنع انهيار نظام الحياة، كما أن الخروج من وطأة الآثار النفسية بات ملحا قبل أن تترك الجائحة ندوبها في الإنسانية !
التعايش مع الأزمة لا يعني التسليم بنظرية القطيع، بل التسليم لإرادة الإنسان في مواصلة حياته مع اكتساب ثقافة المكافحة باتباع إجراءات التباعد والوقاية والنظافة، وهي ثقافة بدأت تتجذر في سلوكيات الكثير من الناس، فنادرا ما أصبحت ألامس وجهي، أو أستند إلى طاولات المحاسبة في الأسواق أو أتقارب في المسافة مع الآخرين في الأماكن العامة، وهذه السلوكيات الوقائية أصبحت جزءا من العادة والفعل اللا إرادي !
أثق بأننا رغم ازدياد عدد الإصابات نزداد قوة وصلابة في مواجهة الخطر، فهذه طبيعة الإنسان منذ القدم وعبر العصور والتعرض للكوارث والأزمات والحروب، يواجه التحديات ويستوعب الصدمات ويقف على قدميه ليمضي نحو الأمام !
باختصار.. سيطوي الإنسان صفحة كورونا كوفيد ١٩ حتى وإن لم تجف أحبارها بعد، وسيمضي نحو الغد كما فعل أسلافه بالأمس !
نقلا عن عكاظ
اللهم اصرف عنا وعن جميع المسلمين كل شر وبلاء اللهم اكشف الغمة عن هذه الأمة