منذ أن أعلنت منظمة الصحة العالمية أن فيروس كورونا – كوفيد 19 أصبح وباء عالميا رسميا، دخل العالم نفقا مظلما. نتج عن ذلك أن وجدت كثيرا من الشركات نفسها من دون خيارات كثيرة ،فمن جهة توقف جميع الموردين عن الإيفاء بالتزاماتهم وتعطلت المصانع عن الإنتاج وأغلقت على أثرها الكثير من الشركات ووجد المستهلكين من جهة أخرى أنفسهم غير قادرين على تلبية احتياجاتهم نظرا للحجز المنزلي أو العزل الصحي.
كثيرا من مدراء سلاسل الإمداد أصيبوا بالصدمة لأنهم لم يخوضوا تحديات بقدر هذا الألم الذي خلفه فيروس كورونا - كوفيد 19 وكان عليهم الجواب على الأسئلة الكبيرة.
ما هي الاستراتيجية البديلة لسلاسل الإمداد في مثل هذه الظروف؟
ما هي سلسلة القيمة التي تلبي احتياجات العملاء في ظل هذه الجائحة؟
كيف يكيف تجار التجزئة سلاسل إمدادهم؟
في مثل هذا النفق المظلم من حياة سلسلة الإمداد، برز ضوء خافت اسمه التجارة الألكترونية ( E Commerce) ولوجستيات التوصيل للميل الأخير ( Last Mile Supply Chain Logistic) ليبعث الحياة من جديد إلى سلاسل الإمداد التي كادت أن تفارق الحياة، وكان هذا الضوء في نفق سلاسل الإمداد المظلم، وكان هذا هو الجواب الكبير الذي وضعوه أمام العملاء.
على إثر هذا الجواب إزدهرت التجارة الإلكترونية ازدهارا كبيرا وبالخصوص على مستوى تجارة المواد الغذائية والصيدلانية ( الأدوية) والمعدات الطبية، هذه التجارة ما كان لها أن تتم لولا ممكن مهم وسلسلة القيمة المهمة "لوجستيات التوصيل للميل الأخير" (Last Mile Supply Chain Logistic) هذه الخدمة التي مكنت العملاء من الحفاظ على خدمة معقولة خلال هذه الفترة العصيبة.
انتقل على إثر الجائحة تجار التجزئة إلى التجارة الالكترونية للوصول إلى المستهلك واستخدم العملاء المنصات الإلكترونية لتلبية احتياجاتهم الأساسية، تشير التقارير إلى ازدياد المشتريات من الهايبرماركت المختلفة بزيادة مقدارها 400% وإلى ازدياد في نسبة تشغيل لوجستيات التوصيل للميل الأخير “Last Mile Supply Chain Logistic”. مثل نعناع وامرني ونانا وغيرهم إلى 4 أضعاف.
تماشيا مع هذا التغيير في سلوك المستهلكين سعت الحكومة إلى تطوير آلية عمل هذا السوق ما يزيد من كفاءته، ففي شهر أكتوبر الماضي من سنة 2019 أقرت الحكومة قانون التسويق الإلكتروني والدفع الرقمي.
كما كانت لفته ذكية من وزارة الصحة في تلبية احتياجات مرضاها من خلال استراتيجية “Last Mile Supply Chain Logistic” مراعية عدم قدرتهم الى الوصول الى نقطة الاستلام.
وكما أبرزت جائحة كوفيد19 أهمية التجارة الإلكترونية المحلية و “Last Mile Supply Chain Logistic” ظهرت أيضا مجموعة من التحديات التي أفرزتها احجام الطلبات الإلكترونية الكبيرة مما يستلزم من أصحاب المتاجر الإلكترونية ولوجستيات التوصيل دراسة مثل هذه التحديات ووضع الخطط الاستراتيجية للتغلب عليها لضمان استمراريتها. كما يتعين على هذ الشركات تقديم اجراءات سريعة وفعالة وآمنه تهدف إلى حماية عملائها وموظفيها على حد سواء.
ونختم مقالنا بالتحدي الأخر، وهو لديمومة هذه التجارة، نحتاج الى بيئة عمل منضبطة توفرها وزارة التجارة من خلال سن القوانين والتشريعات، وعلى هيئة الغذاء والدواء ووزارة الصحة مجتمعتين أو منفردتين أن تنظرا إلى وضع الاشتراطات والمعايير والإجراءات اللازمة لضمان سلامة توصيل مثل هذه السلع للعملاء ضمن حدود السلامة الغذائية والدوائية.
خاص_الفابيتا
