كان علي بن بكار مُغرماً بالعزلة، وبالكاد فتح الباب لقريب له من الدرجة الأولى جاء لزيارته وأدمن الطرق، ولم يكد يجلس حتى قال لعلي:
-
ما أصبرك على العزلة!
نظر له علي نظرة من يريد منه الخروج وقال:
-
كنت أصبر على أشد من هذا، كنت أجالس الناس!
وفهم قريبه نظرته وجوابه فقال: إنما جئت لأسلم عليك، رد باقتضاب: سلّمت!
نهض قريبه وقال:
-
أستودعك الله، وأظنه قال في نفسه:
الله يقاصرنا ويقاصرك بالإحسان!
ومن شعر علي هذا:
ما العيشُ إلا القفلُ والمفتاحُ
وغرفةٌ تُصفقّها الرياحُ
لا صخبٌ فيها ولا صياحُ
ويقول، غفر الله لنا وله:
قد أولع الناسُ بالتلاقي
والمرءُ صَبٌّ إلى هواهُ
وإنما منهمُ صديقي
من لا يراني ولا أراهُ!!
وبغض النظر عن علي وأمثاله ممن اختاروا العزلة الدائمة لأسبابٍ نفسية، فإن العزلة المؤقتة، بين حينٍ وآخر، لها فوائد ومنافع، فهي حمية عن الناس تشبه الحمية عن الطعام إذا أصاب الإنسان سمنة، هذه تمنحه صحةً بدنية ورشاقة، وتلك تمنحه هدوءاً وصفاءَ نفس، وتساعده على التأمل والتفكير، كما تساعده على الاقتصاد والتوفير.
نقلا عن الرياض
هههههه ابن البكار ذا كوميدي !