لم يوجد في التاريخ منظمة وهبت العالم التقدم الاقتصادي كما وهبت منظمة أوبك للعالم تقدمه الاقتصادي الذي يعيشه اقتصاد العالم في هذا العصر. لقد خدمت أوبك الاقتصاد العالمي عن طريق تمويله بأعظم مصدر للطاقة التي من دونها لا تدور عجلة الاقتصاد.
لا شك أن البترول (أو الذهب الأسود) الذي وهبه الله لدول منظمة أوبك. ومن ثمة دول أوبك - بدورهم - وهبوا البترول للعالم. هو العصب الذي قامت عليه حضارة الأرض - غير المسبوقة على مر التاريخ - التي بدأت مع بداية القرن العشرين.
لو لم يكن يوجد البترول لبقي العالم على الفحم كمصدر وقود لتوليد الكهرباء ولكن ليس الفحم صالحا لأن يكون مصدر وقود للمواصلات الحديثة.
لقد انفردت أميركا باستخدام البترول منذ بداية القرن الماضي (قبل 120 سنة) فسبقت أميركا العالم إلى الحضارة الاقتصادية وتزعمت أميركا العالم بفضل البترول.
لكن في منتصف الخمسينات من القرن الماضي أصاب الهلع العالم عندما نشر جيولوجي البترول المهندس هُبرت نظريته عن ذروة البترول. بأن بترول أميركا (عرين البترول حينذاك) سيبدأ النضوب بعد 20 سنة (نحو 1970). فأحست أميركا ويتبعها العالم بقُرْب انهيار الاقتصاد العالمي والرجوع إلى حضارة قبل البترول.
ثم فجأة - كهدية هبطت من السماء - جاء البترول من دول أوبك تباعاً - دولة بعد دولة - ليُنقذ العالم من الهلع، وليملأ الفراغ بين حاجة الإنسان الماسّة إلى الطاقة والنقص في حجم وملاءمة الطاقة المتاحة حينذاك لتلبية التقدم المنشود للاقتصاد العالمي الحديث.
طوال 50 سنة من العام 1970 إلى العام 2020 كانت أوبك المنظمة المسؤولة التي التزمت بإمداد العالم بكل ما يحتاجه من البترول. فكانت منظمة أوبك كل سنة تقوم بتقدير الطلب العالمي للبترول وتقدير عرض البترول الذي ستقدمه مجموعة الدول من خارج أوبك. ثم تلتزم أوبك بأن تنتج أوبك الكمية الكافية لتلبية احتياج العالم.
ككل ذي نعمة محسود (وهذه يبدو غريزة في البشر) لم تسلم منظمة أوبك من الحسّاد. فسموها الكارتل (أي تآمر المالكين للبترول للتحكم في رفع سعره).
لقد عصفت جائحة كورونا بالنشاط الاقتصادي في جميع أنحاء المعمورة. وبالتالي انهار الطلب على البترول مصدر إيرادات ميزانيات دول أوبك. ورغم أن الجائحة مؤقتة وقد تمر كسحابة صيف. لكن دروس الجائحة لن تغيب عن دول أوبك فتخرج كل دولة بتجربتها الخاصة لتعود إلى مواصلة السير في طريق تحقيق هدفها لإيجاد مصادر دخل مستدامة تقيها تقلبات الجوائح وستخرج أوبك من الأزمة أشد تماسكاً فيما بينها.
وختاماً: لو أنصف العالم لنطق بلسان رجل واحد وقال: منظمة أوبك أعظم منظمة خيرية في التاريخ (شمعة تحترق لتهب الحياة إلى اقتصاد العالم).
مقال الأسبوع المُقْبل - إن شاء الله - بعنوان: لغز بيع البترول بالسالب.
نقلا عن الرياض
امريكا سمحت بوجود اوبك لانها عامل استقرار لسعر النفط , فبدون اوبك يغيب التنسيق بين المنتجين المصدرين مما يؤدي الى تذبذب فضيع في سعر النفط الماده الحيويه للحضاره الانسانيه . ولكن مع وجود الصخري الان وبدء تحول وسائل المواصلات في العالم الى البطاريه الكهربائيه , ينحسر دور اوبك جدا وممكن تتفكك في السنوات القريبه القادمه .
مقال انشائي غير موثق وبه بعض الأخطاء. التواريخ غير متناسقه في هذا المقال. سأذكر مثالين فقط. المثال الأول: "انفردت أميركا باستخدام البترول منذ بداية القرن الماضي (قبل 120 سنة) فسبقت أميركا العالم إلى الحضارة الاقتصادية." الولايات المتحدة الأمريكيه (وهذا ما أتوقع أن الدكتور يقصده, وليست أمريكا القارة) وجدت النفط قبل 150سنه وليست 120، ورغم ذلك, سبقتها كازاخستان وأخواتها حيث كانت هي عاصمة نفط العالم. راجع أي مصدر لتأريخ النفط. المرجع (https://en.wikipedia.org/wiki/History_of_the_petroleum_industry). المثال الثاني: "ثم فجأة - كهدية هبطت من السماء - جاء البترول من دول أوبك تباعاً - دولة بعد دولة - ليُنقذ العالم من الهلع، ..." اكتشف النفط في الدول المذكورة بين 1900-1940 وليس بعد 1950 أو 1970.... " المرجع وبالأرقام: https://en.wikipedia.org/wiki/List_of_oil_fields تحياتي (قارئ ومستثمر يهتم بال "أرقام" ومعاني وارتباطات الأرقام).