تسمع آراءً متضاربة حول الاتفاق النفطي الجديد الذي شارك فيه، لأول مرة، معظم المنتجين في العالم، بما فيهم الذين كانوا يرفضون «أوبك» واتفاقاتها.
الذي قاد للاتفاق التاريخي، قرار السعودية بالعودة إلى إنتاج حصتها الكاملة، وإغراق السوق بنحو 3 ملايين برميل أخرى كل يوم، بعد رفض المنتجين الروس والأميركيين التشارك في التخفيض.
في البترول والسياسة أيام مهمة في التاريخ، مثل قرار «أوبك» رفع السعر، وكذلك قطع العرب النفط في عام 1973 الذي غيّر خريطة عالم النفط إلى اليوم. حينها، كانت الولايات المتحدة أكبر دولة مستوردة للبترول، واليوم هي أكبر منتج له. لسنين، كانت تنتقد «أوبك» عند تخفيض الإنتاج ورفع الأسعار، واليوم العكس، ضد زيادة الإنتاج وخفض الأسعار. مرّت 47 عاماً على تلك السنة، ولا يزال النفط سلعة استراتيجية يديرها السياسيون، هذه الأزمة أديرت من قِبل ولي العهد السعودي والرئيس الروسي والرئيس الأميركي.
في مطلع هذا العام وقعت مذبحة بترولية تاريخية؛ سال النفط في كل مكان، حتى انحدر سعر البرميل إلى 20 دولاراً. السبب أن الرياض لم تعد تتحمل وحيدة العبء الأكبر، استمرت تنتج أقل من حصتها آملة في تحقيق التوازن والسعر المعقول. لكن المنتجين، خارج «أوبك»، كانوا يستغلون الوضع ويزيدون إنتاجهم. روسيا، هي الأخرى، انسحبت من اتفاقها مع «أوبك» عازمة رفع إنتاجها. بعد ذلك قررت الرياض أن تنتج حصتها الكاملة، ما أشعل الجدل. الروس رفضوا التراجع، والأميركيون قالوا إنهم لن يقلصوا إنتاجهم. الذي زاد النفط بلة تداعيات أزمة «كورونا»، الفيروس الذي اجتاح العالم بسرعة وعطل الحياة العادية؛ توقفت السيارات والطائرات وهوى سعر البرميل إلى 20 دولاراً، سعر لم يخطر ببال أحد وكان في طريقه إلى 10 دولارات. النتيجة، زلازل في أسواق الأسهم وصناديق الاستثمار، وشركات بترول على باب الإفلاس. «القطاع النفطي يتعرض للتدمير»، قالها الرئيس الأميركي في تغريدة له، داعياً للتفاهم مع السعودية وروسيا.
لم يكن هناك بد من التعاون لتحقيق استقرار سوق النفط. وافقت روسيا والولايات المتحدة على اقتراح السعودية السابق. قرروا تخفيض 10 ملايين برميل. تشاركت الدول في المهمة، مع احتمال تخفيض بـ10 ملايين برميل من منتجين آخرين. وقد تمر أشهر، وإلى نهاية العام، حتى نرى تحسناً كبيراً في سعر النفط، لكن الاتفاق يبقى حبل النجاة الوحيد للجميع.
الجانب السياسي في الصراع البترولي لا يقل أهمية، فالبترول سلعة استراتيجية ترتبط بمصالح الدول العليا. وكما نلاحظ، فإن كل ما كتب في السنوات الأخيرة، بل في الأسابيع الماضية، أن اكتفاء الولايات المتحدة من إنتاج بترولها يجعلها متحررة من منطقة الشرق الأوسط ليس صحيحاً بشكل دقيق. كما أن اعتقاد روسيا، هي الأخرى، بأنها معصومة من اضطرابات النفط، اكتشفت أن انخفاض الروبل وانخفاض مداخيلها من النفط، مع تداعيات وباء «كوفيد - 19» كان أكبر من أن يحتمل. معركة النفط الأخيرة، أيضاً ذكّرت الرياض بخيار مشروع «رؤية 2030»، وهو تقليص الاعتماد على موارد النفط قدر المستطاع.
نقلا عن الشرق الأوسط
ما حك ظهرك مثل ظفرك .
المقال لايحمل اي جديد. كل ماكتب كتبه المعلقون هنا. !!!
ستبقى أسرار عالم النفط كما هي .. تستعصي على التحليل التقليدي المحايد .. مسائل الطاقه العالميه وعلاقتها بنشاطات البشر على لارض الغاز صعبه تحير كل البعيدين عن دائرة القرار .. لو لم يكن النفط بهذه الحساسية المفرطه لما تدخل قادة اكبر الدول المنتجه بأنفسهم وعملو شخصيا وكفريق لحل مشكلة العرض والطلب العالمي .
ليست هناك اي الغاز !! مشكلة النفط في السنوات الاخيره ان هناك عشرات الدول كانت تستورد النفط اصبح كثير منها مكتفي واحيانا حتى مصدر للنفط !! الدول المنتجه اليوم 97 دوله حسب احصائيه عام 2018 م ... منها 30 دوله اقل دوله من هذه الثلاثين دوله تنتج 500 الف برميل يوميا ....اضف الى هذا ان الطاقه الانتاجيه للدول زادت خلال السنوات الاخيره. كل هذه العوامل جعلت سلعة النفط ليست نادره كما في السابق واصبح النزاع بين هذه الدول هو على حصص الانتاج ... وانطبقت النظريه الاقتصاديه التي يعرفها ابسط الناس ( كلما زاد انتاج سلعه وزاد العرض منها انخفض السعر وكلما قل الانتاج وزاد الطلب على سلعه ارتفع السعر ) . مره اخرى عندما كانت الدول المنتجه للنفط عددها قليل كان الاتفاق سهل وخفض الانتاج وتعديل الاسعار سهل اما اليوم مع زيادة الدول المنتجه اصبح الاتفاق على خفض الانتاج والتوافق على الحصص ليس سهلا اخذا في الاعتبار ان الاقتصاد العالمي كان يعاني في السنوات الاخيره وزاد الطين بله كورونا. والله اعلى واعلم.
بعد إنقضـاء الجائحة بإذن الله وبنهاية الربع الثالث (مثل كل عام) قد نشهد ارتفاعا ملحوظا في الطلب على النفط بسبب تعبئة المخزونات لأغلب الدول المستوردة استعدادا لموسم الشتاء. الفرق أن معدلات الطلب هذا العام ستكون أعلى نظرا لبدء تعافي العديد من الأسواق من آثار الجائحة وعودة الأعمال والإنتاج إلى طبيعتها بشكل أكبر رغم الخسائر الماضية.