استطاع الإعلام أن يُحول رُعب ذروة العرض التي كانت تُرعب الدول المستهلكة للبترول إلى رُعب لذروة الطلب تُرعب الدول المصدرة للبترول.
حكاية ذروة العرض قديمة بدأت مع بداية استخدام السيارة في أميركا قبل اكتشاف البترول بكميات كبيرة خارج أميركا. ثم راجت فكرة ذروة العرض عندما نشر هُبرت لأول مرة تقديراته العام 1956. بأن إنتاج البترول الأميركي سيبدأ الانخفاض القسري العام 1971 وهو الذي حدث فعلاً بالنسبة لإنتاج البترول الأميركي التقليدي ما جعل العالم يفكر جدياً في إيجاد مصادر بديلة للبنزين.
ثم أدت الاكتشافات الكبيرة المتتابعة في احتياطيات البترول لا سيما في منطقة الخليج إلى صرف النظر مؤقتاً عن ذروة العرض.
لقد استفادت الدول المستهلكة للبترول من نظرية ذروة عرض البترول فتبنوا سياسات اقتصادية صارمة. كي يجدوا حلاً لإيجاد بديل للبترول كمصدر للطاقة قبل أن يصل عرض البترول للذروة وتتعطل وسائل المواصلات في بلادهم.
مُعظم الدول الأوروبية لديهم الآن خطط احترازية تستبق الوصول إلى ذروة إنتاج البترول.
فأعلنت هذه الدول عن برامج زمنية يتم خلالها التحول تدريجياً إلى وسائل النقل لا تستخدم البنزين أو الديزل أو أي مصدر من مشتقات البترول.
كذلك مُعظم الدول المصدرة للبترول - متأثرة بنظرية ذروة الطلب على البترول أكثر من تأثرهم بذروة عرض البترول - وضعت خططها الزمنية لإيجاد مصادر دخل بديلة لدخل البترول. لكن ربما لأن نظرية ذروة الطلب على البترول بدأت متأخرة بسنوات طويلة عن نظرية ذروة عرض البترول، ما زالت بعض الدول المصدرة للبترول خططها في بداياتها وتحتاج إلى الكثير من العمل الشاق.
بعض الجهات (كمثال صندوق النقد) تتوقع أن تحدث ذروة الطلب على البترول خلال السنوات الخمس عشرة القادمة بالكثير بحلول العام 2034. بينما معظم الجهات المحترمة (مثل: إدارة معلومات الطاقة الأميركية EIA) لا ترى ذروة الطلب على البترول في المدى المنظور. كذلك منظمة أوبك ووكالة الطاقة الدولية IEA لا يرون ذروة الطلب قبل العام 2050. ولكن يرون انخفاض معدل نمو الطلب على البترول إلى أن يقترب معدل النمو من الصفر بعد العام 2042.
أما ذروة عرض البترول فهي أمر حتمي جيولوجي طبيعي أكثر من روج لها جماعة ASPO الذين ما زالوا ينشرون دراساتهم وتقاريرهم الدورية. لقد اتخذت ذروة عرض البترول في بداياتها شكل الجرس المقلوب الذي يحدد في قمته تاريخ سنة معينة يبدأ عندها إنتاج البترول العالمي الانخفاض بشكل حاد وسريع. بسرعة معدل الإنتاج إلى الاحتياطي تساوي الواحد إلى العشرة. ولكن جرى الآن بعض التعديلات على تاريخ الوصول إلى الذروة بعد إدخال البترول غير التقليدي والبترول العالي التكاليف وسوائل الغاز والبترول الاصطناعي. وبالتالي تغير شكل الذروة فأصبحت شبه الخط المستقيم Plateau.
نقلا عن الرياض