في مساهمة اجتماعية وطنية لغرفة الرياض من خلال إنشاء منتدى الرياض الاقتصادي كمركز مستقل للدراسات الاقتصادية والتنموية، وبعد مرور ما يقارب عقدين من الزمان على هذا المنتدى والمؤسسة الفكرية الرائدة في مجالها، اختتمت أخيرا دورة المنتدى التاسعة بمناقشة خمس دراسات ذات بعد اقتصادي واجتماعي تنموي تلامس تطلعات المملكة في مسيرتها لتحقيق "رؤية المملكة 2030"، وبرامجها المختلفة، وتضيء الطريق نحو مناقشة عديد من القضايا التي يجب أن يشارك فيها أصحاب المصالح من أجل مواءمة استراتيجية في مسيرة البناء والتقدم. في هذا المقال سأناقش عددا من الجوانب التي تتمثل في تنمية مراكز الفكر المستقلة والمنهجية؛ إحدى النتائج التي اتفقت عليها الدراسات في هذه الدورة وتمثل محورا مهما أعتقد أنه لم يحظ بأهميته رغم علاقته المباشرة، وبعض التوصيات المستقبلية للمنتدى وللمؤسسات المماثلة في دولتنا.
منتدى الرياض الاقتصادي مؤسسة بحثية ثقافية ذات طابع فكري Think Tank يقدم دراسات ذات أبعاد اقتصادية وتنموية واجتماعية تساعد صانع القرار على توجيه بعض السياسات والبرامج لمصلحة التنمية الشاملة في المملكة. دعم مثل هذه المراكز أصبح ضرورة قصوى في مرحلة التحول الاقتصادي والاجتماعي الذي تعيشه المملكة بفضل "رؤية المملكة 2030" التي تهدف إلى التعبير عن أهداف وآمال المجتمع مستندة إلى مكامن القوة والقدرات الفريدة لوطننا. كما ترسم تطلعات القيادة نحو مرحلة تنموية لتنمية مجتمع نابض بالحياة يحقق فيه جميع المواطنين طموحاتهم من خلال اقتصاد وطني مزدهر . لذلك تتميز فإن دور مراكز الفكر الوطنية داخليا سيكون له أثر في مستقبل التنمية الشاملة والمستدامة.
موضوعات الدراسات وأهميتها تخضع لتحليل وتوجهات وقدرات المنتدى، وطموحه في مناقشة القضايا الجوهرية التي يمكن أن تكون ذات أثر مباشر في أهداف ورسالة المنتدى ومن يمثله. في عصر "الرؤية" أعتقد أن موضوع الحوكمة يكاد يكون هاجسا كبيرا لدى صانع القرار والمستفيدين بكل شرائحهم. لكن الموضوع لم يكن ضمن دائرة الموضوعات المطروحة. رغم ذلك اتفقت نتائج الدراسات في هذه الدورة على أهمية موضوع الحوكمة وارتباطه بجميع موضوعات الدراسات، كونه يهيئ البنية الأساسية لنجاح نتائج الدراسات. وسيظل موضوع تفعيل دور الحوكمة في تحقيق التنمية المستدامة أمرا ذا أهمية قصوى يجب أن يركز عليه في هذا الوقت لأهميته.
نجح منتدى الرياض الاقتصادي في هذه الدورة في إبراز الموضوعات ذات الأهمية العالية للتنمية في المملكة.
وأرى أنه لبى اهتمامات ذوي المصلحة بمختلف أطيافهم من خلال مناقشة موضوعات ذات أثر مباشر في التنمية المستدامة، وتسهم في الوصول إلى وعي ومشاركة في صنع السياسات وتوجيه القرارات المستقبلية في القضايا ذات الأثر التنموي. حتى يستمر المنتدى في تحقيق النجاحات يجب أن يتم تطوير العمل المؤسسي ودعمه ليكون رافدا لمراكز الفكر الوطنية، ذات الاهتمام بالبعد التنموي المحلي، ومنحه مزيدا من الاستقلالية حتى يحقق أقصى الأهداف الممكنة. كما نطمح لرؤية مزيد من هذه المبادرات التي سيكون لها أثر على المستوى البعيد في صناعة رأي مشترك من خلال مؤسسات أكاديمية وبحثية مستقلة في دولتنا، لتحقيق أهدافنا الوطنية.
نقلا عن الاقتصادية
ابق على اطلاع بآخر المستجدات.. تابعنا على تويتر
تابِع