لا يوجد اختلاف على اختفاء سيارة البنزين في المستقبل. لكن يوجد اختلاف على السبب في اختفائها. نحن نرى السبب في اختفاء سيارة البنزين لأنه بعد العام 2050 لا يوجد دولة منتجة للبترول ترضى ببيع المتبقي من بترولها خاماً لتحويله إلى وقود (بنزين، ديزل، كيروسين). لأن المتبقي من البترول في العالم حينذاك (بعد 30 سنة) يكاد بالكاد يكفي لتحويله إلى بتروكيمائيات وسلع نهائية يحتاجها الإنسان. وبالتالي سيصبح من الصعب وجود البنزين ويرتفع سعره. فيضطر الناس قسراً للتحول تدريجياً إلى السيارة الكهربائية وتتوقف المصانع عن إنتاج سيارة البنزين.
بينما عموم الرأي العالمي السائد الذي يتردد صداه في وسائل الإعلام (منسوباً إلى دراسات بعض الجهات التجارية غير الرسمية) يرى أن السبب في اختفاء سيارة البنزين في المستقبل هو قدوم وتفضيل السيارة الكهربائية لمزاياها البيئية والاقتصادية. وبالتالي سيتحول الطلب تلقائياً إلى شراء السيارة الكهربائية والامتناع عن شراء سيارات الاحتراق الداخلي (البنزين، والديزل) واختفائهما تدريجياً من السوق بعد العام 2050.
يوجد فرق واضح بين الرأيين المذكورين أعلاه من حيث تأثير كل منهما على الطلب على البترول ومستوى أسعاره بعد العام 2051. لكن موضوع مقالنا اليوم هو اختفاء سيارة البنزين -بغض النظر عن سبب اختفائها- وليس التأثير على مستقبل البترول.
سنستعرض وجهات نظر أشهر ثلاث جهات رسمية محترمة عن توقعاتها لسيارة البنزين في المستقبل. الجهات الثلاث هي: أولاً منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك). وثانياً وكالة الطاقة الدولية IEA. وثالثاً إدارة معلومات الطاقة الأميركية EIA.
أولاً: وجهة نظر أوبك: استعرضت أوبك في 5 نوفمبر 2019 في محاضرة ألقتها في فيينا بعنوان WOO-2040 توقعاتها لصناعة البترول في العالم إلى العام 2040. فنشرت في الصفحة 7 صورة بيانية بالألوان تتضمن إجمالي عدد وأنواع السيارات في العالم من العام 2018 إلى العام 2040 حسب نوع الطاقة المستخدمة في تشغيل السيارة. وفقاً للصورة يبلغ اجمالي عدد السيارات حوالي 1.32 مليار سيارة العام 2018 جميعها تقريباً (بنسبة 99.1 %) سيارات احتراق داخلي تقيليدية (البنزين، والديزل). بينما (تقريباً سيتضاعف) إجمالي عدد السيارات في العالم فيبلغ حوالي 2.35 مليار سيارة العام 2040. منها نسبة 82 % سيارة البنزين والديزل. و13 % السيارة الكهربائية، و5 % بقية السيارات الأخرى.
يُلاحظ رغم انخفاض نسبة السيارة التقليدية (البنزين والديزل) إلى 82 % العام 2040 بعد أن كانت حوالي 99 % العام 2018. لكن عددها تقريباً تضاعف فبعد أن كان عددها حوالي 1.3 مليار سيارة العام 2018 قفز عددها إلى حوالي 1.93 مليار سيارة العام 2040.
الأسبوع المُقبل -ان شاء الله- سنستعرض السيناريوهات المختلفة لوكالة الطاقة الدولية IEA. وإدارة معلومات الطاقة الأميركية EIA.
نقلا عن الرياض
2040 ملياري سيارة بعد عشر سنوات حسب تقديرك 2050 لن يجد اصحاب هذه السيارات وقود لها هذه مشكلة بحد ذاتها. انا اتصور عامل مهمل يتعلق بالموضوع الا وهو عملية النقل بحد ذاتها ستتغير وهي فعلاً بدأت بالتغير بسبب التعاملات الالكترونية التي وفرت وقت الكثيرين والمشاوير سوا للدوائر الحكومية او للتسوق وكذلك خدمات التوصيل بإستخدام الدرون وهناك نمو العمل من المنازل وربما يصبح التعليم والطبابة عن بعد هو السائد كل هذا سيقلل كثيراً من حاجة الناس للتنقل بالسيارات او غبرها.