يكاد يكون طرح جزء من أسهم شركة أرامكو للاكتتاب العام هو الحدث الأضخم حاليا، الذي يسيطر على جميع المستويات الاقتصادية، والإعلامية، والسياسية. ليس داخليا فقط بل حتى حول العالم. حقيقة شركة أرامكو تمثل الشركات ذات الأثر الإيجابي البناء في كثير من سكان الكرة الأرضية. الشركة ذات الـ80 عاما أصبحت أيقونة عالمية وعلامة تجارية أسهمت في تحقيق التنمية حول العالم، وتسهم في تعزيز الابتكار والتطوير والبحث الدائم عن الحلول التي تحقق التنمية المستدامة. كانت "أرامكو" منذ أعوامها الأولى شركة رائدة في خدمة المجتمع وتطبيق المسؤولية الاجتماعية للشركات CSR وكانت بحق حاضنة لكثير من أعمال التنمية المستدامة في المجتمعات التي تعمل فيها داخل المملكة أو خارجها.
الشركة أسست عام 1933 من خلال الشركة الأمريكية والحكومة السعودية من أجل الاستفادة من الخبرات المتقدمة، وتوطين التقنية، وتمكين شباب المملكة. في عام 1988 تم الاستحواذ على كامل الحصة من الشركة لتصبح "أرامكو السعودية" علامة فارقة في إنتاج الطاقة، واستقرار الأسواق العالمية وتعزيز دور المملكة التنموي وعلاقاتها التجارية بعملائها في جميع الاتجاهات. تعد الشركة الأكبر عالميا من حيث القيمة السوقية وتبلغ أكثر من 781 مليار دولار عام 2006، وفي تقديرات أخرى وصلت قيمة الشركة السوقية إلى تريليوني دولار "أرقام".
شركات النفط المماثلة في العالم مجتمعة تصل قيمتها إلى 1.6 تريليون دولار لأكبر عشر شركات منها. عند إعلان نية الحكومة طرح جزء من أسهم الشركة للاكتتاب في 2016 أصبحت الشركة محط أنظار الأسواق العالمية، وتسابقت من أجل احتواء هذا الطرح وإدراج الشركة ضمن أسواقها العالمية. لكن رأت الدولة أن يكون الطرح الأول للشركة محليا لأهداف استراتيجية كثيرة من أهمها تعزيز مكانة السوق السعودية، وفتح المجال أمام المستثمر المحلي ليسهم في تحقيق الشركة للتميز والابتكار الذي سارت عليه لعقود.
الشركة بمجرد الطرح ستدخل في مجال جديد من الإدارة الرشيدة والشفافية وستظهر الشركة للعالم قدرتها الإدارية ومستوى حوكمتها من أجل أن تكون قدوة للشركات الكبرى والصغرى من أجل تحقيق أهداف التنمية والمشاركة المجتمعية والإبداع والتطوير.
أعلنت الشركة نشرة الإصدار لطرح أسهمها للتداول في السعودية "تداول" التاسع من تشرين الثاني (نوفمبر) 2019، حيث ستطرح الشركة ما نسبته 0.5 في المائة من أسهمها للمستثمرين الأفراد. وتظل الشركة من أكثر الشركات في العالم تطورا، واستقرارا، ومستقبلا، وستكون قيمة مضافة للمستثمرين في الوقت الحالي والمستقبل. الشركة مقبلة على عصر جديد لن يكون هذا الطرح الأخير لها، وستزيد قيمة الشركة مع ظهور البيانات المالية، واستمرارها في التوسع والنجاح على خريطة دول العالم. وستظل "أرامكو" فخر السعوديين في كل مكان.
الطرح الأكبر .. «أرامكو»
نقلا عن الاقتصادية