البرازيل ثاني أكبر دولة - بعد أميركا - مُنتجة للبنزين والديزل من المحاصيل الزراعية (Biofuels). فهي تنتج 22.4 % (أكثر من نصف مليون برميل في اليوم) من إجمالي الإنتاج العالمي للبترول الاصطناعي (من المحاصيل الزراعية والمخلفات) البالغ حوالي 2.28 مليون برميل في اليوم. ولكن البرازيل تُنتج فقط 2.8 % (2.68 مليون برميل) من إحمالي الإنتاج العالمي للبترول البالغ 94.72 مليون برميل في اليوم وفقاً لعام 2018.
رغم إنتاج البرازبل للبترول 2.68 مليون برميل في اليوم. لكنها تأتي في المركز العاشر بين العشرة دول الأكبر إنتاجاً للبترول.
عندما نضيف إنتاج جميع السوائل (الخام + المكثفات + سوائل الغاز + البايوفيول) سيبلغ إنتاج البرازيل 3.28 ملايين برميل مكافئ في اليوم للعام 2019. بينما يبلغ استهلاكها 3.08 ملايين برميل مكافئ في اليوم. وهكذا قد تتحول البرازيل إلى دولة مُصدرة صافية بحوالي 200 ألف برميل وهذا يؤهلها للانضمام إلى أوبك.
لكن في الواقع البرازيل قبل العام 2008 كان إنتاجها أقل قليلاً من استهلاكها للوقود السائل. وفقاً لتقرير إدارة معلومات الطاقة الأميركية (eia) الصادر في أبريل 2019 فإن البرازيل خلال العشرة سنوات (من 2007 إلى 2017) مرت بفترات يكون فيها إنتاجها للوقود السائل أحياناً أقل من استهلاكها وأحياناً يتجاوزه. ففي العام 2007 كان إنتاج البرازيل أقل من استهلاكها 80 ألف برميل. لقد كان إنتاجها 2.28 مليون برميل واستهلاكها 2.36 مليون برميل. لكن في الثلاث السنوات (من 2008 إلى 2010) تجاوز إنتاج البرازيل استهلاكها بمتوسط 110 آلاف برميل.
ثم من 2011 إلى 2014 كان إنتاجها أقل من استهلاكها بمتوسط 210 آلاف برميل. ثم في السنوات الثلاث (من 2015 إلى 2017) تجاوز إنتاجها استهلاكها بمتوسط 216 ألف برميل في اليوم.
السؤال الأول: هل تحتاج أوبك إلى انضمام أعضاء جدد إليها؟ في الوقت الحالي يوجد أربعة دول محورية (الإمارات، والجزائر، وليبيا، ونيجيريا) إلى جانب الدول المؤسسة الخمس (المملكة، والعراق، والكويت، وفنزويلا، وإيران). هذه الدول التسع في اعتقادي هي أوبك. أما البقية (سواء كانت ثلاثاً أو أربعاً أو خمساً أو أكثر) فهم متغيرون ينضمون أو ينسحبون حسب تغير ظروفهم الاقتصادية الداخلية. ولكننا لا يمكن نعدهم فقط مجرد تكملة للعدد، بل هم أيضاً لهم دور معنوي - فكلما زاد العدد - يدعم سمعة أوبك ويبعدها عن وصفها الكارتل.
السؤال الثاني: هل انضمام البرازيل إلى أوبك في صالح أوبك؟ رغم - كما يبدو واضح من المقال - أن البرازيل يتساوى تقريباً حجم صادراتها مع حجم وارداتها للوقود السائل، لكن البرازيل دولة محورية فهي أكبر دولة في أميركا الجنوبية حيث يبلغ عدد سكانها 214.5 مليون نسمة (خامس أكبر الدول في العالم) وانضمامها إلى أوبك سيكون له تأثير إيجابي واطمئنان نفسي للأعضاء في المنظمة.
نقلا عن الرياض