في شهر يونيو (قبل أربعة شهور) بلغت صادرات أميركا للبترول الخام 3.2 ملايين برميل في اليوم. هذا الرقم الذي وصلت إليه صادرات أميركا من البترول الخام أكبر من إنتاج كل واحدة من 10 دول أعضاء في منظمة أوبك (الكويت، الجزائر، ليبيا، نيجيريا، فنزويلا، إكوادور، أنغولا، الكونغو، غينيا الاكواتورية، الغابون) حسب إنتاج العام 2018.
هذا يجعل البعض يعتقد أن تحول أميركا إلى دولة مُصدرة للبترول الخام قد يجعلها تقف في صف الدول المنتجة والمصدرة للبترول الخام. ويسأل هل ستنضم أميركا إلى الكارتل (أوبك)؟
الجواب: بالـتأكيد لا، لا يمكن أن تنضم أميركا إلى أوبك. ليس فقط لأن أميركا ظروفها تختلف كلياً ولا تريد أميركا أن تنضم إلى أوبك. بل أيضاً لأن أوبك لا توافق (وفق شروط أوبك) على انضمام أميركا إليها.
أوبك تشترط للانضمام إليها أن تكون الدولة مُصدرة صافية (net exporter) للبترول الخام. هذا الشرط الأساس لا يتوفر لدى أميركا فهي رغم أنها تصدر أكثر من ثلاثة ملايين برميل خام في اليوم. فإنها تستورد أكثر من 7.5 ملايين برميل خام في اليوم. وهذا يجعل أميركا مستوردة صافية (net importer) وبالتالي لا يحق لها الانضمام إلى أوبك.
أما من الجانب الأميركي (وهو الأهم من الشرط الذي تفرضه أوبك) إن المالك والمنتج للبترول في أميركا ليست الحكومة (أي الدولة كما هي الحال في جميع دول منظمة أوبك). بل المالكون والمنتجون للبترول في أميركا هو القطاع الخاص. الذي يتكون من العديد من الشركات الكبيرة، والشركات الصغيرة، والعديد من العوائل والأفراد الذين لا يوجد بينهم وبين أوبك قاسم مشترك يجمع بينهم في الصف أو الهدف.
ارتفاع سعر البترول في صالح اقتصادات دول أوبك لأنه يزيد إيراداتهم المالية، وحدوث فائض في ميزانهم التجاري، وارتفاع معدل النمو في اقتصادهم. ولكنه ليس في صالح اقتصاد أميركا لأنه يؤدي إلى ارتفاع العجز في ميزانها التجاري. وانخفاض معدل نموها الاقتصادي، وارتفاع معدل البطالة في أميركا.
أما القطاع الخاص المالك والمنتج للبترول في أميركا فلا شك أنه يستفيد من ارتفاع سعر البترول، ويتعاطف نفسياً مع جهود أوبك بخفض إنتاجها لرفع سعر البترول، ويحاول أن يستفيد من قيامه بدور الراكب المجاني (أي لا يشارك في خفض إنتاجه وقد يزيده). لكن لا يجرؤ أن يعقد اتفاق أو يُبدي تعاطفه علناً مع أوبك خشية القوانين الأميركية ضد الاحتكارات.
سندع مسألة إمكانية انضمام أميركا إلى أوبك جانباً ونسأل: هل في صالح أوبك أن تنضم اليها أميركا؟ الحواب: يحتاج تفصيل لا يتسع له الباقي من مساحة هذه الزاوية.
السؤال الآخر: هل في صالح أميركا أن تنضم إلى أوبك؟ الجواب: يحتاج إلى بحث وتفصيل أكثر من السؤال الأول.
نقلا عن الرياض
هل تعلم ان اقتراح إنشاء اوبك جاء من شخصيه امريكيه التقت باحد المسئولين الخليجيين في القاهره على عشاء في مطعم ع النيل قبل اكثر من خمسين سنه ، ويبدوا ان هذه الشخصيه او من تمثلهم كان لها علاقه بشركات النفط الامريكيه ، يعنى تقاطع مصالح شركات مع دول