اختتمت دول مجموعة العشرين اجتماعات الدورة الحالية في مدينة أوساكا في اليابان، وحققت هذه القمة أصداء واسعة في سبيل العمل المشترك بين الدول الأعضاء لتحقيق الاستدامة والرفاهية للعالم. وفي ختام أعمال القمة رحب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بالأعضاء بمناسبة تولي المملكة أعمال الدورة المقبلة لعام 2020، وانعقاد أعمال القمة في المملكة خلال عام كامل، سيثمر بعقد اجتماع قمة قادة مجموعة العشرين في الرياض خلال الفترة من 21 إلى 22 نوفمبر 2020.
تأتي هذه القمة في وقت يعيش فيه العالم تحولا اقتصاديا واجتماعيا كبيرا، العالم يحقق منجزات ابتكارية كبيرة ستوجد تحولا دراماتيكيا في شؤون الحياة العامة، والاقتصاد، والسياسة، والأمن والسلم العالميين. تبرز هذه القضايا من خلال كلمة ولي العهد في ختام أعمال القمة في اليابان، حيث ركز على مستقبل حياة الشعوب، وتحقيق الاستدامة والرفاهية، والتعايش وتوظيف التقنيات المتقدمة من أجل حياة أفضل للبشرية. وفي إطار كلمة ولي العهد التي ركز فيها على: "ستتولى المملكة رئاسة مجموعة العشرين في ديسمبر من هذا العام، وهنا نؤكد عزمنا على مواصلة العمل لتحقيق التقدم المنشود في جدول أعمال المجموعة، وسنعمل مع الدول الأعضاء كافة، خاصة أعضاء الترويكا دولتي اليابان وإيطاليا، لمناقشة القضايا الملحة في القرن الـ21، ولتعزيز الابتكار والحفاظ على الأرض ورفاهية الإنسان.
وإذ نشيد بالتقدم الذي تحقق في السنوات الماضية على الصعيد الاقتصادي، فإن علينا أن نسعى جاهدين للوصول إلى الشمولية والعدالة وتحقيق أكبر قدر من الرخاء. ويظل تمكين المرأة والشباب محورين أساسيين لتحقيق النمو المستدام، وكذلك تشجيع رواد الأعمال والمنشآت الصغيرة والمتوسطة.
"ولضمان الاستدامة، سيكون موضوع التغير المناخي، والسعي لإيجاد حلول عملية ومجدية لخفض الانبعاثات من جميع مصادرها والتكيف مع آثارها، وضمان التوازن البيئي في العالم؛ على أجندتنا تحت رئاسة المملكة للمجموعة.
يعد توفير التمويل الكافي لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة أحد أهم التحديات التي تواجه العالم، ونحن في أمس الحاجة إلى التعاون مع البلدان منخفضة الدخل في مجالات عديدة مثل الأمن الغذائي، والبنية التحتية، والوصول إلى مصادر الطاقة والمياه، والاستثمار في رأس المال البشري، وستحظى هذه القضايا باهتمامنا العام المقبل.
كما أن أمن واستدامة المياه وما يترتب عليهما من تحديات بيئية وسياسية، أحد أهم المواضيع التي تواجه العالم بشكل عام ومنطقة الشرق الأوسط بشكل خاص، وسنعمل معكم لإيجاد سياسات توافقية ومجدية لهذه التحديات".
وأبان أن العالم بقدر ما يحتاج إلى تطوير القدرات والتقنيات التي ستساعد على إيجاد نمط معيشي جديد في العالم، قد يواجه فيه العالم بعض التحديات والمخاطر، فإن رسالة ولي العهد تؤكد على ضرورة الحوكمة، والشفافية، والتعاون من أجل تعزيز فرص التكامل والنجاح لدول العالم في مسيرتها القادمة، وذلك من خلال ما ذكره: "نحن نعيش في زمن الابتكارات العلمية والتقنية غير المسبوقة، وآفاق النمو غير المحدودة، ويمكن لهذه التقنيات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، في حال تم استخدامها على النحو الأمثل، أن تجلب للعالم فوائد ضخمة، وفي الوقت ذاته فقد تنتج عن هذه الابتكارات تحديات جديدة مثل تغير أنماط العمل والمهارات اللازمة للتأقلم مع مستقبل العمل وكذلك زيادة مخاطر الأمن السيبراني وتدفق المعلومات ما يستوجب علينا معالجة هذه التحديات في أقرب وقت لتفادي تحولها إلى أزمات اقتصادية واجتماعية.
إن علينا جميعا مسؤولية العمل معا والتعاون مع شركائنا في العالم لتوفير بيئة يزدهر فيها العلم بما يعزز زيادة حجم وفاعلية الاستثمار في مهارات ووظائف المستقبل. وإنني متفائل أكثر من أي وقت مضى بعزيمتنا وبقدرتنا المشتركة على تحقيق ذلك".
استضافة المملكة لأعمال الدورة الـ16 لأعمال مجموعة العشرين تأتي في وقت يعيش فيه العالم تحولا غير مسبوق، وتظهر مع هذه التحولات الحاجة إلى التعايش والتعاضد من أجل توفير بيئة مستقرة في عالمنا للدول الأعضاء وبقية دول العالم من أجل تحقيق التنمية المستدامة، والرفاهية، والسلم. وهذه رسائل ستكون مؤثرة جدا في مسيرة دول العالم، ومن المحفز أن تظهر هذه الرسائل من أرض المملكة أرض السلام والمحبة والخير.
نقلا عن الاقتصادية