المكافئات لأعضاء مجالس ادارات الشركات المساهمة

16/06/2019 2
سعيد معيض

بين الحين والآخر يتكرر الجدل بين جمهور المتداولين في السوق السعودي عبر مواقع التواصل الاجتماعي،حول مدى أحقية مجالس كثير من ادارات الشركات المساهمة ، لمكافئة السنوية التي حددها النظام، وفي الغالب فإن رأي الأكثرية هو المطالبة بالتصويت بعدم منحهم هذه المكافئة لأسباب مختلفة منها أن الشركة حققت خسائر أو أن الشركة تراجع أدائها، أو بسب شكوك فساد الى غير ذلك من الاسباب.

ان نظام الشركات الجديد حدد وبشكل واضح، طرق استحقاق كسب عضو مجلس الادارة المكافأة من خلال المادة السادسة والسبعين من نظام الشركات ، التي بينت جواز أن تكون المكافأة مبلغا ماليا معينا أو بدل حضور جلسات أو مزايا عينية أو نسبة من صافي الارباح ،  ويجوز الجمع بين أكثر من طريقة للمكافأة ، ولكنها حددت السقف الأعلى للمكافآت حيث جاء النص التالي : في جميع الأحوال لا يتجاوز مجموع ما يحصل عليه عضو مجلس الإدارة من مكافآت ومزايا مالية أو عينية مبلغ خمسمائة ألف ريال سنوياً ، وفق الضوابط التي تضعها الجهة المختصة .

من هنا ،وبشكل عام فإن المكافئات لأعضاء مجالس ادارات الشركات المساهمة هي حق مكفول بموجب نظام الشركات، على أن ترجع الموافقة النهائية عليها إلى الجمعية العمومية للشركة، وهي كذلك حق منطقي كون الشركات المساهمة ليست جمعيات خيرية يخدم فيها الأعضاء مجانا، ولعل هذه المكافئات هي إحدى الحوافز الرئيسية للانضمام والعمل في مجالس ادارة الشركات لدى الكثيرين، وهي حافز ايضا للنهوض بالشركة وتطوير أدائها.

ورغم ذلك فمن المفترض أن يقوم أعضاء مجالس ادارات الشركات المساهمة بالعمل بشكل مخلص ومتفان في سبيل تطوير الشركة ، وتعظيم ارباحها، أو تقليل خسائرها وصولا الى نقطة التعادل ومن ثم تحقيق الارباح، وأن لا تكون هذه المكافئة هي الغاية من الدخول في هذه المجالس، وانما تكون محفز لبذل المزيد من الجهد في الرقي بأداء الشركة.

كما يجب على المساهمين المشاركة في اجتماعات الجمعيات العمومية للشركات لا سيما مع اجبار جميع الشركات على توفير التصويت الالكتروني على اعمال الجمعية وبشكل مجاني، ولهذا فلم يعد بعد مقر الاجتماع حائلا امام التصويت على بنود الاجتماع ، ومنها التصويت على مكافئات الأعضاء بالموافقة أو الرفض على ضوء أعمال الشركة ، وفي كل الاحوال فإننا نرى أن هذه المكافئات من حق الأعضاء مالم يكن هناك فساد أو شبهة فساد في الشركة، أو كان الاداء ضعيفا للشركة، ولم يظهر أي جهد لهؤلاء الأعضاء في تصحيح مسار الشركة وتحسين أدائها ونتائجها.

خاص_الفابيتا