(الأخطبوط) يُطلق تشبيهاً على بعض هوامير الأسهم.. وهو تشبيه مغلوط.. لأن السوق أكبر من الجميع.. السوق هو (الأخطبوط) الخرافي الذي له آلاف الأذان وألوف العيون.. ويتلوّن بمئة لون.. وأكثر.. (الله يحلّل الحرباء)..
وإذا كان الأخطبوط الحقيقي له أطراف كثيرة، فإنها بالنسبة للسوق قليلة جدا.. ضئيلة إلى حد التلاشي.. أطراف السوق بالملايين!.. وكثير من هؤلاء الملايين يُطلقون أسماعهم وأبصارهم لمتابعة الأخبار ورؤية الإعلانات والأرقام.. ويتابعون أحداث الاقتصاد المحلي والعالمي.. ويغوصون في بحار الأرقام والتقارير أكثر مما تغوص مجموعة (الأخاطيب) في أعماق البحار ..
وإذا كان (للأخطبوط) البحري عِدّة حيل ووسائل للبقاء والانتفاع.. منها التلوّن بعدة ألوان.. وقطع أطرافه عند الحاجة.. وأكلها إذا اشتد الجوع.. فإنّ لجموع المتداولين في السوق أضعاف الأضعاف مما يملكه (الأخطبوط) المسكين.. فالصفقات تجري بسرعة البرق.. وتبديل المراكز يحدث بالثواني.. وأكل رأس المال إذا اشتد الجوع أمر شائع.. وإذ يتورّم الأخطبوط أحيانا ويتمدّد فإن مايفعل يُعتبر نقطة في بحر التمدد السوقي وانكماشه.. وإن كان يفاجئ منافسيه، فإن تلك المفاجأة مزحة طفل بريء مقارنة بما يقوم به السوق من رغبة ورهبة.. فإنّ روّاد السوق يخوضون المحيطات طمعاً وخوفاً.. وكما يتواصل (الأخطبوط) مع أنثاه ويتناسل عن بعد.. يفعل الملايين ذلك مع السوق..
سلوك (الأخطبوط) في السوق يعتمد غالباً على العواطف والتوقعات النفسية التي هي بعدد المتداولين، وهم ملايين.. وهو (سلوك غير محمود).. المحمود هو الغوص في بحار السوق والحصول على (اللؤلؤ والجواهر الثمينة ) وفق دراسات مُتَمَعِّنة رصينة.. ثم الجنوح إلى السكينة والهدوء والصبر الطويل، والانصراف إلى الأعمال الأخرى والهوايات الممتعة.. وترك السوق تأخذ مجراها حيث لا يصح الاّ الصحيح ولو بعد حين.
نقلا عن الرياض
ابق على اطلاع بآخر المستجدات.. تابعنا على تويتر
تابِع
اما القرش فهو سيل جارف يأكل السمك الصغير والسردين