ثقافة السكن تحسّنت

01/03/2019 7
عبدالله الجعيثن

في الحي الذي أسكن فيه عدة قصور، بعضها يسكنه - على كبره - شيخ مسن وزوجته بعد أن تزوج الأولاد واستقلوا، وبعضها مهجور أو شبه مهجور..

في الشهور الأخيرة بيعت كثيرٌ من هذه القصور التي تقع على شوارع فسيحة، اشتراها مُطوّرون أذكياء، وَحَوّلوها إلى شقق راقية من ثلاثة أدوار إلى أربعة، في مكان كل قصر واحد أكثر من عشرين شقة! أي أن المنزل الذي كانت تسكن فيه أسرة واحدة صار يسكن فيه عشرون أسرة!

لقد تغيّرت ثقافة السكن إلى الأفضل! لم يَعُدِ الناسُ يُحبون البيوت الواسعة الشاسعة، لأن تكلفتها عالية، وصيانتها مزعجة، وحتى السكن فيها لا يجعلك تشعر بالدفء والراحة والطمأنينة، خاصة إذا خلت من الأولاد، وأُقفلت فيها الغُرف، وصفّرت فيها الرياح وأصبحت موحشة!

إنّ الجيل الجديد من شبابنا يميل إلى الفلل الصغيرة (الدبلكس أو الدور) وكثيرون يفضلون (الشقق) لرخص ثمنها النسبي، وقلة تكاليفها وانخفاض فواتيرها، هذا عين العقل، فما حاجة أسرة جديدة تتكون من زوج وزوجته لفيلا واسعة تلتهم الدخل وتزعج في التنظيف والصيانة، وما الحاجة إلى المجالس الواسعة مع انحسار موجة (الولائم) والعزائم الكبيرة) والقدرة على إقامتها في استراحة عند الحاجة؟

إنّ أهم ما نحتاج إليه في هذا الوقت العقلاني الذي سادت فيه ثقافة السكن الواعية هو (جودة التنفيذ) أولاً، وتنظيم (اتحاد المُلّاك) ثانياً، كما هو حاصل في كل دول العالم.. وبهذا تسهل مشكلة السكن، وترخص الأراضي، ويخف العبء على ربّ الأسرة الذي كان يسكن في فيلا واسعة ذات مصاريف مستمرة باهظة.

 

نقلا عن الرياض