مُهِمّة ربّة البيت

15/02/2019 7
عبدالله الجعيثن

كثير من الآباء والأمهات حولوا بناتهم إلى مجرد ورود ناعمة غارقة في الترف، فمع المال الذي انهمر على كثيرين في مجتمعنا أغرق هؤلاء الآباء بناتهم بالدلال والمال، فأفسدوهن وهم يظنون أنهم يُصلحون!

كثير من بنات الأغنياء - وليس كلّهن بالطبع - لا تعرف الطبخ ولا خياطة زرار ولا إعداد رضعة طفل، فضلاً عن الغسيل والكنس! فكيف تقوم بالمهمات الكبرى (ربّة البيت ومربية الأجيال) وهي من أهم دعائم المجتمع..

إنّ الفتاة التي اعتادت منذ الطفولة على الطلبات المُجابة، والحياة المترفة، والخدم رهن الإشارة، والأسفار في الإجازات، ونهم التسوق والشراء، والغرام بأغلى الماركات، والافتخار بذلك، قد جنى عليها والداها دون شك، وعوّداها على الترف والتبذير والغرق في النعيم الكاذب، وعزلاها عن واقع الحياة، والطب أثبت أنه لو تم عزل الطفل من الولادة في بيئة صغيرة مُعَقّمة خالياً تماماً من الجراثيم والميكروبات فإنه يموت فوراً بمجرد خروجه من هذه البيئة الصغيرة المعقمة، لأنه قد فقد المناعة..

والبنت المدللة المعودة على الترف والسرف وتلبية الحاجات غالباً ما تفشل إذا تزوجت وخرجت لواقع الحياة الذي يستلزم التدبير والعمل والصبر وبعض التقشف لأنها - مع طول الترف والتبذير وعدم العمل - تظن الحياة هكذا، فتصبح كالوردة السريعة الذبول، ونحن نريد أن تكون كالشجرة الطيبة المُعَمّرة المثمرة التي أصلُها ثابت وفرعُها في السماء، ولا يكون هذا بالدلال والإغراق بالمال، بل بحسن التربية والحزم والاهتمام والاعتدال.

 

نقلا عن الرياض