أورام الاقتصاد

21/12/2018 7
عبدالله الجعيثن

وصف معالي وزير التجارة والاستثمار الأستاذ ماجد القصبي الغش والتستر التجاري بأنهما سرطان يهدد الاقتصاد، وأكَّد أن الوزارة ستضرب بيد من حديد على الغش والتستر حتى يتمكَّن التاجر الشريف من المنافسة..

قلت: وهذا الوصف صحيح، فالتستر حرم كثيراً من الشباب السعودي من ممارسة التجارة التي هي تسعة أعشار الرزق، لأن منافسة الوافدين المتستَّر عليهم غير عادلة، فالوافد لا يوجد لديه التزامات أسرية أو اجتماعية في غربته، كل التزامه هو متجره (غير النظامي) يُقيم فيه ما أقام عسيب وكأنه (مسمار في خشبة) مع تقشف شديد في السكن والمصاريف في المملكة، حيث يجتمع عدد من الوافدين المُتستر عليهم في مسكن واحد رخيص، ويُحوِّلون أموالاً طائلة إلى خارج المملكة بسرعة البرق، وأكثرها بطرق غير نظامية، لا تمر عبر المصارف، أما السعودي فهذا وطنه فيه زوجته وأسرته وأهله وكل حياته، فهو مُطالب بسكن جيّد ومصاريف كثيرة لا يصرف الوافد 1 % منها، يُضاف إلى هذا الداء أنّ كثيراً من الوافدين يُسيطرون على تجارة الجملة أيضاً، والأغلبية الساحقة من مندوبي المبيعات والتوصيل منهم، فيُحاربون التاجر السعودي الناشئ، ويُحابون الوافد الذي من جنسيتهم، حتى يقتلوا التاجر السعودي كما يقتل السرطان المريض إذا لم يجد العلاج، فكثير من الوافدين يُشكّلون (شبكة متكاملة) كل جنسية تسيطر على تجارة معينة، تعرف خفاياها وخباياها، ومن يعمل فيها، ويتعاونون فيما بينهم على إنجاح بعضهم بشكل متبادل (تبادل مصالح) ويحرصون على طرد التاجر السعودي من السوق، ودفعه إلى الإفلاس، ويدفعون للمتستِّر عليهم الفُتات، وهم يكسبون الملايين.

أمّا الغش فهو كثير بحيث يتم تزييف ماركات معروفة، في بيوت ومستودعات كثيرة، يُمارس فيها بعض الوافدين تعبئة مواد رديئة مغشوشة في عُلب أصلية معروفة، والمستهلك لا يستطيع التمييز بين الأصلي والمغشوش إلّا بعد حين، ولمن لديه بصيرة، ولن يكتشف ذلك إلّا بعد أن تقع الفاس في الرأس، وأذكر أنني شخصياً سبق أن اشتريت بدلاً على أنها فرنسية الصنع، ثم اتضح أنها من بلد نامٍ ونوع رديء ولكن وُضِع عليها زوراً وبهتاناً اسم شركة فرنسية معروفة، وكذلك العطور والصابون وغسول الشعر، وآلاف السلع..

إننا بانتظار مكافحة سرطان التستر والغش من وزارة التجارة والاستثمار مدعومة من الجهات الرقابية والأمنية، وإذا تم ذلك بشكل جاد فسوف نتخلص من (النفايات) التي تباع في أسواقنا على أنها (ماركات) ونتخلص من شرور البطالة بحلول السعوديين محل الوافدين الذين يمارسون التجارة تحت مظلة التستر السوداء.

 

نقلا عن الرياض