يرى كثيرٌ من علماء النفس أنّ من طبائع البشر تفضيل (أقلّ الجهد) في كل الأمور قدر الإمكان، ويرى بعضهم أن ذلك (قانون بشري) تقريباً، يطبقه أكثر الناس..
والواقع أن الركون إلى (بذل أقل الجهد) يصيب أصحابه بالضعف ويعودهم على الكسل والاستخفاف، وهي أدواء طاردة للنجاح جاذبة للفشل، وفي كل المجالات والأعمال، في الثقافة والتربية والاستثمار، وما طرْد الأجهزة الحديثة الذكية للكتاب إلّا مثال على ذلك، فأكثر الناس هجروا الكتب هجراً غير جميل، لأن قراءتها تحتاج لجهد وتركيز وتفكير، بينما تمتاز الأجهزة الحديثة بأنها لا تتطلب إلّا أقل الجهد، كسماع الإذاعة، ومشاهدة التلفزيون، والتحديق في أجهزة الجوالات الذكية، ومحركات البحث التي يختلط فيها الحابل بالنابل، والصادق بالكاذب، إضافة إلى أنها تغري بالبحث عن التوافه المثيرة ويتجنب الكثيرون البحث عن موضوعات عميقة طويلة تستلزم بذل الطاقة وقوة التركيز والمزيد من الجهد..
وفي عالم الاستثمار عامة، وفي اختيار الأسهم خاصة، يرتاح كثيرون (لأقل الجهد) فلا يقرؤون ميزانيات الشركات وتقارير مجالس الإدارة لعدة سنوات، بل يكتفون بتوصيات عابرة سهلة وربما مشبوهة، وبتابعون الشاشة ليلحقوا الأسهم المخضرة دون معرفة عميقة بوضعها المالي والإداري واستشراف مستقبلها من خلال قراءة خططها المستقبلية، وتوسعاتها، وأوقات صيانتها المجدولة، لأن هذا ضد قانون (بذل أقل جهد) الذي يفضله كثيرون، لذلك أوجد هؤلاء مصطلحات هي أبعد ما تكون عن الاستثمار الراشد، مثل (طقّها وألحقها)! و(كل فطير وطير) ! (واشتر مضارب ولا تشتري شركة) فإذا خسروا برأوا أنفسهم وألقوا اللوم على المضارب أو الحظ وربما توهموا مؤامرة ما، ولكنهم قلّما يفكرون في تغيير نفوسهم وتعديل سلوكهم، والإصرار على بذل الجهد الكامل المثابر قبل الدخول في أي استثمار أو شراء أي سهم أو بيعه، كلمة (لا تُبال) تُكلّف أكثر من (المُبالاة).
نقلا عن الرياض
شكرا أستاذ عبدالله على المقال العميق وأضيف أن التوصيات يقدمها أصحابها لمصالحهم الخاصة
احسنت بما ذكرت
من ضمن ما ذكر من هدر الوقت فيما لا يفيد هو قراءة هذه المقالة و أشباهها
لكل مقام مقال وليس كل من قرأ فهم !!!!
مقال ممتاز جدا
الجاهل عدو نفسه فالكثير من الناس تمنعه ثقافته من قرآة التفاصيل في العقود ونشرات الاكتتاب ومحاضر وميزانيات الشركات المساهمة والقروض والتأجير المنتهي بالتمليك لذلك تجد الخسائر والتعثرات مجتمعنا ارض خصبة للمشاكل