سلوكنا الاستهلاكي غير سليم

16/11/2018 6
عبدالله الجعيثن

الجيل الجديد يجهل طبيعة بلادنا وما مرّ بها من جوع وظمأ وفقر، قبل توحيد المملكة على يدي عبقري العروبة والإسلام الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وما تلا هذا التوحيد العظيم الذي لم يشهد له العرب مثيلاً من ألف عام، ماتلاه من تدفق النفط في هذه الأرض المباركة المملكة العربية السعودية التي فاض خيرها على العالمين.

إنّ الكثير من أبنائنا يسرفون في استهلاك الماء والكهرب، ويطبخون في بيوتهم ضعف ما يأكلون، ويطلبون من المطاعم أيضاً، ويملؤون سلات المهملات بأكوام الطعام، ويسرفون في كل أمورهم، ويعتمدون على غيرهم ويعيشون كأنهم مترفون.. نريد أن نقول لهم إننا مانزال نعيش في صحراء العرب التي قطرة الماء فيها أغلى من الذهب، وأن ما نهدره من الماء تمت تحليته من ماء البحر بأغلى الأثمان، وأن النمو المخيف في استهلاك الطاقة (من نفط وكهرباء) يدل على إسراف مخيف، وتجاهل لطبيعة بلادنا، وطبيعة الحياة، فنحن نستهلك من الماء والطعام والطاقة والسيارات والأثاث - على مستوى الفرد - استهلاكاً من أعلى المتوسطات في العالم.. أعلى من البلدان التي تجري فيها الأنهار، وتنعم دوما بالأمطار، وأراضيها خصبة لاصحراء، وزراعتها مطرية (بعلية) غير مكلفة، ومع ذلك هم يقتصدون، ويعرفون أهمية ترشيد الاستهلاك، أكثر من كثير منّا نحن سكان صحراء العرب التي بذلت الدولة مئات الألوف من المليارات لشق الطرق في أرجائها الواسعة، وتعميم الماء والكهرباء، وتوفير كل الخدمات الراقية.. لابدَّ من تعاون المجتمع ككل مع جهود الدولة في تحقيق النمو المستمر بالاقتصاد في الاستهلاك، والاتجاه نحو الادخار والاستثمار، وشكر الله عز وجل على أنعمه السابغة على وطننا، وذلك بعدم الهدر والإسراف، فإن الإسراف ضد الشكر والعقل.

 

نقلا عن الرياض