بين العمل الوظيفي والعمل الحر مسافة ورغم قصر الجملة بين الوظيفة والعمل الحر إلى أن المسافة طويلة ومتباعدة، بل حتى وعرة وخطرة وهذا خلاف ما يصل للمتلقي من وسائل التواصل الاجتماعية أو المؤتمرات وحتى وسائل الإعلام.. فكل قصة نراها، نعيشها أو نسمعها تصل إلينا يملأها اللمعان والتأنق بخلاف قصص كثيرة عاشت وماتت دون أن يسمعها أو يسمع لها أحد وهذا للأسف جزء من طبيعة الأعمال ومخاطرها.
في العالم اليوم أكثر من 60 ألف منشأة جديدة أكثر من 70 % منها في الولايات المتحدة الأمريكية بحسب مؤشر الشركات الناشئة وأيضاً فإن الاستثمارات السعودية أحد أهم الممولين للشركات الناشئة هناك، الاستثمار في أكثر الأراضي استقطاب للشركات الناشئة سيخلق بيئة تنافسية من حيث التشريع والتنفيذ في المملكة.
تسعى الجهات الحكومية ممثلة بوزارة التجارة والصناعة وهيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة «منشآت» وجهات التمويل الحكومية إلى بناء منظومة عمل تحفز على إطلاق مشروعات تجارية من خلال تشريع قوانين حاضنات الأعمال ومسرعات الأعمال يهدف هذا النموذج إلى تعزيز مشاركة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في قاعدة الاقتصاد وكذلك في خلق وظائف أكثر في المنظومة بشكل كامل تساهم في خفض نسبة البطالة وحتى تصل مساهمة الشركات الصغيرة والمتوسطة في الاقتصاد لمستوى المؤشر الإرشادي لمساهمتها عالمياً.
صناعة الملكيات الخاصة والاستثمار الجريء نشطة في المملكة بشكل ملموس إما عبر الدعم الحكومي, شركات الاستثمار والشركات العائلية ودخول هؤلاء اللاعبين حفز إلى البدء وأخذ المغامرة للانطلاق في رحلة التجارة وحتى تكون هذه الانطلاقة معتدلة كان من الواجب تحديد المخاطر الأهم ونسب النجاح والفشل في الشركات الناشئة لأنها من طبيعتها وجزء من دورتها, إن نسبة الفشل في الشركات الناشئة عالية وتعتمد بشكل كبير على القطاع ولكنها بصورة عامة بين 75 و90 % فكل 1000 منشأة جديدة تدخل إلى عالم الأعمال ينتهي المطاف بما لا يقل عن 750 منها إلى الفشل وهذا السؤال الأول الذي يجب على أيّ صاحب عمل جديد يطرحه على نفسه كيف أكون ضمن 250 الناجحين؟.. هناك صفات تتكرر في الشركات الناشئة الجديدة تدفعها للفشل العجز في إدارة الموارد المالية والالتزام بالمدفوعات، خلل التسعير ليس سهلاً التراجع عن سعر اعتاد عليه العملاء، ضعف الخبرة والمعرفة في البضائع والخدمات المقدمة فإن لم تفهم وتقتنع بما تقدم لن يقتنع بهي المتلقي، ضعف الإدارة واتخاذ القرار وهذا يقود إلى تراكم الأخطاء المدمرة للأعمال، أخيراً السلوك الشخصي لأصحاب المنشآت في إدارة الشعور بين الغرور والإنجاز. أما الشركات الناشئة التي تصل لتحقيق النجاح والاستمرارية فهي تعتمد على دراسة السوق واحتياجاته من منتجات أولا وامتلاك ميزه تنافسية تساعد على اختراق السوق والحصول على حصة سوقية من المنافسين.
الوصول للعملاء وتعزيز العمل بالإصرار وحل المشكلات. أخيرا وهذا ما توفره حاضنات ومسرعات الأعمال الإرشاد والمرشدين اكتساب المعرفة من تجارب الآخرين لتفادي الكثير من العقبات.
نقلا عن الجزيرة