الطابعات ثلاثية الأبعاد، هي إحدى التقنيات الحديثة في مجال التصنيع، التي يتم من خلالها طباعة منتج ثلاثي الأبعاد، عبر وضع طبقات رقيقة من خام العنصر الذي يجري تصنيعه، بعضها فوق بعض، لتجسد المنتج المطلوب، حيث تقوم الفكرة التي ينطلق منها عمل الطابعات ثلاثية الأبعاد، على عنصر الطبقات (Layers) التي بواسطتها يمكن طباعة أي مجسم ثلاثي الأبعاد، يتم بطبيعة الحال رسم وتشكيل المنتج المطلوب بمساعدة البرامج المتخصصة في الرسوم ثلاثية الأبعاد، التي من بينها برنامج الأوتوكاد، وبرامج حاسوبية أخرى، في حين يقوم جهاز الطابعة الضخم فيما بعد بطباعتها مجسمة من مادة التصنيع المختارة، ويجري بناء الطبقات بتقنية مشابهة لتلك المستخدمة في طابعة النفث بالحبر التقليدية، ما يهم هنا هو أن من بين المجالات العديدة التي امتدت لها تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد التي ابتكر تقنيتها المهندس البريطاني (إمانويل ساكس) عام 1993 هو مجال بناء المساكن.
وزارة الإسكان في إطار مواكبتها للتقدم التكنولوجي في عالم البناء المستقبلي والاستفادة من أحدث التقنيات التي توصل إليها العالم كشفت ــ وفق ما نشر في وسائل الإعلام ــ عن إجراء تجارب لتقييم تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في المشروعات السكنية للتأكد من ملاءمتها للسكن، حيث قامت الأسبوع الماضي بتنظيم جولة ميدانية لوسائل الاعلام لاستعراض تلك التجارب في بناء المساكن عبر تلك التقنية.
عنصر الطبقات التي تقوم عليها فكرة الطباعة ثلاثية الأبعاد للمساكن يذكرني ويرتبط في ذهني بأحد أساليب البناء التقليدية المحلية الذي كان سائداً قديماً في نجد وهو أسلوب "العروق" الذي كان يستخدم في بناء الأسوار (سور وبوابات الرياض القديمة) وحوائط المباني الطينية، بما فيها السكنية، والذي كان عبارة عن طبقات من خلطة الطين الممزوج بالماء والقش، يتم وضعها طبقة تلو الأخرى على مراحل، حتي يكتمل بناء تلك الأسوار أو الحوائط بالارتفاع المطلوب، وهو ذات الشيء الذي يتم في بناء حوائط المسكن الذي يوصف بأنه تتم طباعته طباعة ثلاثية الأبعاد، ولكن بأسلوب تقني متقدم، وبذراع آلي ضخم، تضخ من نهاية انبوبة فيه مادة البناء التي تتشكل منها حوائط ذلك المسكن، ويجري التحكم بتلك العملية عبر برنامج حاسوبي صممت من خلاله عناصر المسكن الوظيفية.
تقنية الطابعات ثلاثيـة الأبعـاد في بنـاء المساكن ما زالت في مراحـل التطويـر، وهي تقنيــة تقتصر حاليــاً على بناء الحوائط الحاملة للمسكن فقط دون الأسقف، الذي يمثل الثقل في تكلفة الهيكل الإنشائي للمبنى السكني (أكثر من 30 %)، وهي موجهة أساساً لمطوري المشروعات السكنية وليس الأفراد، وتحتاج منا في هذه المرحلة أن نسعى إلى توطينها "تقنية وأسلوب بناء"، لتتلاءم واحتياجنا، وفي ذات تفادي سـلبياتها الحالية لذا في اعتقادي أن من المناسب ان يكون هناك برنامج تعاون مشترك تدعمه وزارة الإسكان مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وكليات الهندسة والعمارة في الجامعات السعودية، لتبني توطين هذه التقنية وتطويرها محلياً، لتنضم مستقبلاً لتقنيات بناء المساكن في المملكة، قبل أن نشرع في تنفيــذ مشـروعات سكنية بتلك التقنية، قد يكون مآلهـا الفشـل ــ لا قدر الله ــ في الوقت الحاضر، فنجهض هذا التوجه في مهده.
نقلا عن الرياض
ماتقوم به وزارة الاسكان من بهرجة اعلامية هو التفاف على سبب مشكلة الاسكان ( ارتفاع الاراضي ) ومقالك يصب في نفس الاتجاه
أسئلة كثيرة تحتاج الى إجابة ومنها أولاً لماذا مشروع لا زال في مرحلة التطور والتطوير تعرضه وزارة الاسكان !! لماذا لم تقيم وزارة الاسكان بإمكانيتها الفنية والمعرفية معرضاً مصاحباً لمؤتمر متخصص لمناقشة هذه التقنية وإمكانياتها حتى تقنع الجميع أن هذه تقنية متوفرة أو أنها لازالت في مرحلة التطوير وأن إستخدامها لا زال محدوداً وأن تكلفتها ليست في متناول الجميع !!! أو أن الهدف من هذه التقنية الاسراع في تنفيذ مشاريع الاسكان وتقدم الوزارة مثال مطبق لأحد المشاريع المنفذة بهذه التقنية وتترك وقت لعامل الزمن والتجربة لمعرفة نتائج تطبيق هذه التقنية إن كان هناك هدف واقعي لوزارة الاسكان من عرض هذه التقنية في هذا الوقت !!!!!