الضفدع الذي يعيش في البئر لا يعرف شيئا عما يحيط به

06/11/2018 0
أسامة فاروق

التغيير أو التطوير داخل الشركات قصة كبيرة لن يكفي لشرحها عشرات الأبحاث أو الدراسات، لكن لخصتها لنا الشركة الأمريكية "دانكن دونتس" بقرارها تغير اسم البرند الأشهر عالميا في عالم القهوة، بإسقاط الدونتس من أسمها بداية من 2019 ليصبح "دانكن" فقط، هذا بعدما تنبهت لأمر قد يؤثر على وضعها مستقبلا في العالم.

فرغم صعوبة مثل هذا القرار على أي شركة في العالم، إلا أن "دانكن" التي يعود تاريخ تأسيسها إلى ما يقرب من 70 عاماً اتخذته دون تردد بعد دراسة كبيرة لوضع السوق وما استجد عليه من تغيرات، وقالت إن هذا القرار يرجع إلى سببين هما: زيادة التركيز على المشروبات، لأن الاتجاه العام لدى العديد من المستهلكين الأمريكان أصبح التوجه للمأكولات والمشروبات الصحية، غير أن هامش ربح المشروبات والبن أعلى من الدونتس وحتى يتم زيادة مبيعات المشروبات ستعمل الشركة على توفير ماكينات لتحضير المشروبات بشكل سريع في كل فروعها.

وفي تصريح آخر قالت إن تغيير الاسم هو واحد من الأشياء العديدة التي ستقوم الشركة بها حتى تحافظ على تواصلها مع العملاء الأصغر سناً، وأن الشركة تركز على تبسيط المنيو الخاص بها حتى يناسب الشريحة المستهدفة الجديدة، وتسويقياً صرحت بأنها تتجه لتبسيط العلامة التجارية ككل لزيادة التواصل والارتباط مع العملاء حيث أن دانكن هو نسخة أقصر وأبسط وأكثر حداثة عن دانكن دونتس.

المستفيد من قصة تغيير برند دانكن، أن التطوير شيء لا بد منه مهما كان وضعك مستقرا في السوق، فيجب أن تنظر للمستقبل والتهديدات اللي يمكن أن تواجهها والفرص التي يمكن اقتناصها، فرغم أن الشركة في السوق منذ عام 1950، إلا أنها قررت تغير اسمها وأسلوبها وبدأت تتحسس سلوك العملاء واتجاهاتهم تجاه المنتجات التي تقدمها.

فالخلاصة التطوير هو السبيل الوحيد لوجدوك وسط منافسيك ولن يأتيك وأن تنظر من بعيد على من حولك، فهو قصة تتطلب بحوث حول كيفية التعامل مع العوائق التي تحول دون تحقيق الهدف والتغلب عليه، ومواكبة ما يشهده العالم من تقدم، فلا يقتصر على ما يحدث في البيئة الخارجية فقط بل في الداخل، وقراءة المستقبل ووضع دراسات مسبقة لحساسية الأنشطة والخطط البديلة، ومقارنة وضعها مع المنافسين لها، ورسم رؤية وخريطة تبين إلى أين تتجه وأين تريد أن تصل.

خاص_الفابيتا