3,2,1 مليون

02/11/2018 3
عبدالله الجعيثن

الذين هدفهم الكسب السريع وتحقيق الثروة في وقت قصير يفشلون في أغلب الأحوال!

أخطر مايواجه بعض شباب الأعمال هو (التوسُّع الكبير) في تجارتهم أو مجال أعمالهم، بعد أن يربحوا في أول تجارة ومشروع، فيظنون أن (التوسع الكبير) يعني مضاعفة الأرباح بشكل كبير، وفي وقت يسير، يحسبون الربح المُحَقّق من المتجر أو المشروع الصغير ويضربونه في عدد الفروع الجديدة التي يطمحون (على الأصح يطمعون) في افتتاحها بشكل سريع، ولو بالديون، معتمدين على حسبة التدفق النقدي للفرع الواحد، معتبرين نسبة أرباحه تسري على كل الفروع الجديدة، وينسى كثير منهم أنّ المستقبل يختلف عن الحاضر والماضي، وأعباء إدارة عدة فروع تفوق إدارة الفرع الواحد، هنا يحصل الارتباك والهدر، وربما تزداد السرقات من بعض العاملين في الفروع، وتضعف السيطرة، فحين نملأ الكيس فوق مايطيق يتمزق ويسقط كل مافيه، والمثل الشعبي يقول: (من كبّر اللقمة غصّ) ..

ليس هذا المقال تحطيماً لمجاديف الطامحين، بقدر ماهو توضيح لأحلام بعض الطامعين، وهي أحلام أو أوهام تتقنّع بقناع الأمل والطموح، وتغفل عن عقبات الواقع الملموس، وتجهل تقلبات الأسواق، ومفاجآت الاقتصاد والأحداث، وقوة المنافسين، وفوائد الدَّين، والاختلاف الجذري بين إدارة متجر واحد، وبين إدارة عدة متاجر، وماقد يطرأ على المواقع من إقبال أو عزوف، إلى مختلف الظروف التي لا يُمكن إخضاعها للأرقام المحقّقة من ربح متجر واحد، فالمستقبل غَيبٌ لا يعلمه إلّا الله..

إن التوسع برفق وتحفظ وحذر، وفي حدود المقدرة المالية والإدارية، أجدى بكثير من التوسع الكبير طمعاً في القفز إلى خانة الملايين في غمضة عين، فالقفز في الظلام قد يكسر الظهور والأقدام.

 

نقلا عن الرياض