يركز النقاش حول الطلب على النفط عادة على السرعة التي ستحل بها السيارات الكهربائية محل محرك الاحتراق الداخلي، خاصة أن مبيعات المركبات الكهربائية تتسارع. لكن، سيكون من الصعب إزاحة قطاع البتروكيماويات من معادلة الطلب. وبالفعل هناك توافق كبير على أن صناعة البتروكيماويات ستشكل حصة متزايدة من نمو الطلب على النفط الخام في السنوات المقبلة؛ حيث إن البدائل غير متوافرة في المستقبل المنظور.
على الرغم من أن صناعة البتروكيماويات لا تلقى الاهتمام الكبير في وسائل الإعلام، إلا أن بصماتها موجودة في كل مكان، وهي تستخدم في مجالات مثل البلاستيك، الأسمدة، التعبئة، الملابس، الأصباغ، منتجات التنظيف، مستحضرات التجميل والأدوية والإطارات - وهو عدد لا حدود له من الاستخدامات النهائية. في الواقع، الاستخدمات النهائية للبتروكيماويات متأصلة جدا، ومتداخلة في احتياجات الحياة الحديثة، لدرجة أنها غير ملحوظة تقريبا.
إن إنتاج ملايين المنتجات الاستهلاكية والصناعية من مواد البتروكيماويات يتطلب كميات ضخمة من المواد الخام. ومن دون شك - كما يوحي اسمها - هذه المواد الخام مشتقة من البترول؛ أي النفط والغاز. إضافة إلى ذلك، يرتفع الطلب على المنتجات البتروكيماوية نتيجة انتقال مئات الملايين من الناس في الأسواق الناشئة إلى الطبقة المتوسطة.
في هذا الصدد، أصدرت وكالة الطاقة الدولية تقريرا جديدا يضع صناعة البتروكيماويات كإحدى القوى المحركة لنمو الطلب على النفط خلال العقود القليلة المقبلة. وقالت الوكالة إن الدور المتنامي للبتروكيماويات هو أحد المواضيع الرئيسة الغائبة عن نقاشات قطاع الطاقة العالمي. وأضاف التقرير أن تنوع وتعقيد هذا القطاع يعنيان أن الصناعات البتروكيماوية تحظى باهتمام أقل من القطاعات الأخرى، على الرغم من أهميتها المتزايدة.
وتقول وكالة الطاقة الدولية أيضا، إن قطاع البتروكيماويات يمكن أن يمثل أكثر من ثلث نمو الطلب على النفط حتى عام 2030، وما يقرب من النصف حتى عام 2050، متقدما على قطاعات الشحن البري والجوي والبحري.
في الوقت الحاضر، تعد سيارات الركاب مصدرا رئيسا للطلب على النفط، لكن هذا الدور سيتضاءل في الأهمية بفضل الاقتصاد في استهلاك الوقود، ارتفاع وسائل النقل العامة، بدائل الوقود، و"كهربة" قطاع النقل.
لكن البتروكيماويات أكثر تشابكا من قطاع النقل في الحياة الحديثة، والبدائل أقل تطورا بكثير. إن الطلب المتزايد على المواد البتروكيماوية يعني أن شركات النفط المتكاملة وشركات النفط الوطنية في حاجة إلى استثمار مليارات الدولارات في منشآت إنتاج جديدة. وبالفعل، هي تقوم على نحو متزايد بدمج وحداتها مع الإنتاج البتروكيماوي، ما يسمح لها بتحسين قيمة منتجاتها، والتبديل بين المنتجات والمواد الخام.
من الأمثلة على هذا التحول الجاري في صناعة النفط - قيام شركة إكسون موبيل باتخاذ سلسلة من الإجراءات التي تسلط الضوء على مدى أهمية أن تصبح شركة النفط الكبرى شركة كيميائية كبيرة. ففي يوليو، أعلنت الشركة الانتهاء من توسعة مجمعها للبتروكيماويات في ولاية تكساس. يأتي ذلك في أعقاب بناء منشأتين جديدتين من البلاستيك بالقرب من مجمعها مونت بلفيو. وفي الوقت نفسه، تقوم شركة إكسون أيضا بإجراء توسعات كبيرة لمجمع تكرير بومونت، الذي سيضيف 650 ألف طن متري سنويا من إنتاج البولي إيثيلين، وهو أكثر أنواع البلاستيك شيوعا. سيتم الانتهاء من ذلك في العام المقبل. والجدير بالذكر أن شركة إكسون تقوم ببناء إمبراطورية بلاستيكية وكيميائية على ساحل تكساس، مستفيدة من النفط الخام والغاز الطبيعي الرخيص والوفير. وقبل شهر، أعلنت "إكسون" خطة لإنفاق مليارات الدولارات على مجمع للبتروكيماويات في الصين. وفي يوليو، أعلنت شركة باسف BASF خطة إنفاق بقيمة عشرة مليارات دولار على قطاع البتروكيماويات في الصين أيضا.
ووفقا لتقرير من جلوبال داتا GlobalData، ستهيمن الصين والولايات المتحدة على الاستثمار في قطاع البتروكمياويات خلال العقد المقبل، ومن المتوقع أن يشهد كل منهما استثمار 52 مليار دولار في منشآت جديدة للبتروكيماويات بين عامي 2017 و2026. وسيدفع كل هذا الاستثمار الجديد الطلب على النفط الخام صعودا، حتى مع عدم نمو الاستهلاك في قطاع النقل. في عام 2017، بلغ الطلب على البتروكيماويات 12 مليون برميل من الطلب العالمي على النفط. سينمو ذلك 50 في المائة إلى 18 مليون برميل يوميا بحلول عام 2050.
يحدث هذا النمو حتى مع انخفاض الاستهلاك في قطاع النقل. اعتبارا من عام 2017، استأثر قطاع البتروكيماويات بـ 12 في المائة من الطلب العالمي على النفط، في حين شكلت سيارات الركاب 27 في المائة.
ومع ذلك، فإن القطاعين سيتقاربان مع الوقت؛ حيث تستأثر البتروكيماويات بـ 16 في المائة عام 2050، بينما تمثل سيارات الركاب 22 في المائة. في هذا الجانب، قالت وكالة الطاقة الدولية "على خلفية تباطؤ نمو الطلب على البنزين وتوقعات النمو القوي للمنتجات الكيماوية وهوامش الأرباح المغرية، تعزز شركات النفط ارتباطها مع أسواق البتروكيماويات". وبدأت شركات النفط تتطلع مباشرة من النفط الخام إلى المرافق الكيميائية.
هذه المرافق البتروكيماوية الضخمة تفرض تكلفة بيئية وصحية باهظة. ومع ذلك، فإن بدائل المواد البلاستيكية لا تزال غير ناضجة ومكلفة. وتقول وكالة الطاقة الدولية إن إعادة التدوير سيكون لها تأثير طفيف في الطلب فقط؛ حيث أشارت في تقريرها "على الرغم من حدوث زيادات كبيرة في إعادة التدوير والجهود المبذولة لكبح المواد البلاستيكية التي تستخدم مرة واحدة، خاصة بقيادة أوروبا، اليابان وكوريا، فإن هذه الجهود ستفوقها زيادة كبيرة في استهلاك البلاستيك في الاقتصاديات النامية".
نقلا عن الاقتصادية
على الرغم من أن صناعة البتروكيماويات لا تلقى الاهتمام الكبير في وسائل الإعلام، إلا أن بصماتها موجودة في كل مكان، وهي تستخدم في مجالات مثل البلاستيك، الأسمدة، التعبئة، الملابس، الأصباغ، منتجات التنظيف، مستحضرات التجميل والأدوية والإطارات - وهو عدد لا حدود له من الاستخدامات النهائية. في الواقع، الاستخدمات النهائية للبتروكيماويات متأصلة جدا، ومتداخلة في احتياجات الحياة الحديثة، لدرجة أنها غير ملحوظة تقريبا.
إن إنتاج ملايين المنتجات الاستهلاكية والصناعية من مواد البتروكيماويات يتطلب كميات ضخمة من المواد الخام. ومن دون شك - كما يوحي اسمها - هذه المواد الخام مشتقة من البترول؛ أي النفط والغاز. إضافة إلى ذلك، يرتفع الطلب على المنتجات البتروكيماوية نتيجة انتقال مئات الملايين من الناس في الأسواق الناشئة إلى الطبقة المتوسطة.
في هذا الصدد، أصدرت وكالة الطاقة الدولية تقريرا جديدا يضع صناعة البتروكيماويات كإحدى القوى المحركة لنمو الطلب على النفط خلال العقود القليلة المقبلة. وقالت الوكالة إن الدور المتنامي للبتروكيماويات هو أحد المواضيع الرئيسة الغائبة عن نقاشات قطاع الطاقة العالمي. وأضاف التقرير أن تنوع وتعقيد هذا القطاع يعنيان أن الصناعات البتروكيماوية تحظى باهتمام أقل من القطاعات الأخرى، على الرغم من أهميتها المتزايدة.
وتقول وكالة الطاقة الدولية أيضا، إن قطاع البتروكيماويات يمكن أن يمثل أكثر من ثلث نمو الطلب على النفط حتى عام 2030، وما يقرب من النصف حتى عام 2050، متقدما على قطاعات الشحن البري والجوي والبحري.
في الوقت الحاضر، تعد سيارات الركاب مصدرا رئيسا للطلب على النفط، لكن هذا الدور سيتضاءل في الأهمية بفضل الاقتصاد في استهلاك الوقود، ارتفاع وسائل النقل العامة، بدائل الوقود، و"كهربة" قطاع النقل.
لكن البتروكيماويات أكثر تشابكا من قطاع النقل في الحياة الحديثة، والبدائل أقل تطورا بكثير. إن الطلب المتزايد على المواد البتروكيماوية يعني أن شركات النفط المتكاملة وشركات النفط الوطنية في حاجة إلى استثمار مليارات الدولارات في منشآت إنتاج جديدة. وبالفعل، هي تقوم على نحو متزايد بدمج وحداتها مع الإنتاج البتروكيماوي، ما يسمح لها بتحسين قيمة منتجاتها، والتبديل بين المنتجات والمواد الخام.
من الأمثلة على هذا التحول الجاري في صناعة النفط - قيام شركة إكسون موبيل باتخاذ سلسلة من الإجراءات التي تسلط الضوء على مدى أهمية أن تصبح شركة النفط الكبرى شركة كيميائية كبيرة. ففي يوليو، أعلنت الشركة الانتهاء من توسعة مجمعها للبتروكيماويات في ولاية تكساس. يأتي ذلك في أعقاب بناء منشأتين جديدتين من البلاستيك بالقرب من مجمعها مونت بلفيو. وفي الوقت نفسه، تقوم شركة إكسون أيضا بإجراء توسعات كبيرة لمجمع تكرير بومونت، الذي سيضيف 650 ألف طن متري سنويا من إنتاج البولي إيثيلين، وهو أكثر أنواع البلاستيك شيوعا. سيتم الانتهاء من ذلك في العام المقبل. والجدير بالذكر أن شركة إكسون تقوم ببناء إمبراطورية بلاستيكية وكيميائية على ساحل تكساس، مستفيدة من النفط الخام والغاز الطبيعي الرخيص والوفير. وقبل شهر، أعلنت "إكسون" خطة لإنفاق مليارات الدولارات على مجمع للبتروكيماويات في الصين. وفي يوليو، أعلنت شركة باسف BASF خطة إنفاق بقيمة عشرة مليارات دولار على قطاع البتروكيماويات في الصين أيضا.
ووفقا لتقرير من جلوبال داتا GlobalData، ستهيمن الصين والولايات المتحدة على الاستثمار في قطاع البتروكمياويات خلال العقد المقبل، ومن المتوقع أن يشهد كل منهما استثمار 52 مليار دولار في منشآت جديدة للبتروكيماويات بين عامي 2017 و2026. وسيدفع كل هذا الاستثمار الجديد الطلب على النفط الخام صعودا، حتى مع عدم نمو الاستهلاك في قطاع النقل. في عام 2017، بلغ الطلب على البتروكيماويات 12 مليون برميل من الطلب العالمي على النفط. سينمو ذلك 50 في المائة إلى 18 مليون برميل يوميا بحلول عام 2050.
يحدث هذا النمو حتى مع انخفاض الاستهلاك في قطاع النقل. اعتبارا من عام 2017، استأثر قطاع البتروكيماويات بـ 12 في المائة من الطلب العالمي على النفط، في حين شكلت سيارات الركاب 27 في المائة.
ومع ذلك، فإن القطاعين سيتقاربان مع الوقت؛ حيث تستأثر البتروكيماويات بـ 16 في المائة عام 2050، بينما تمثل سيارات الركاب 22 في المائة. في هذا الجانب، قالت وكالة الطاقة الدولية "على خلفية تباطؤ نمو الطلب على البنزين وتوقعات النمو القوي للمنتجات الكيماوية وهوامش الأرباح المغرية، تعزز شركات النفط ارتباطها مع أسواق البتروكيماويات". وبدأت شركات النفط تتطلع مباشرة من النفط الخام إلى المرافق الكيميائية.
هذه المرافق البتروكيماوية الضخمة تفرض تكلفة بيئية وصحية باهظة. ومع ذلك، فإن بدائل المواد البلاستيكية لا تزال غير ناضجة ومكلفة. وتقول وكالة الطاقة الدولية إن إعادة التدوير سيكون لها تأثير طفيف في الطلب فقط؛ حيث أشارت في تقريرها "على الرغم من حدوث زيادات كبيرة في إعادة التدوير والجهود المبذولة لكبح المواد البلاستيكية التي تستخدم مرة واحدة، خاصة بقيادة أوروبا، اليابان وكوريا، فإن هذه الجهود ستفوقها زيادة كبيرة في استهلاك البلاستيك في الاقتصاديات النامية".
نقلا عن الاقتصادية