تمثل السعودية للعالم صمام أمان إمدادات الطاقة التي تعد بمنزلة الدم الذي يجري بشرايين الاقتصاد العالمي. ولم تصل المملكة لهذه المكانة إلا من خلال الاستثمارات الضخمة لزيادة إنتاج النفط الذي تبلغ نسبة إنتاجه ما يعادل 12.5 % من حجم الإنتاج العالمي، كما أنها أكبر دولة لديها احتياطي إنتاجي، يصل إلى أكثر من 1.5 مليون برميل يوميًّا، لطالما تدخلت به لتعويض نقص الإمدادات عالميًّا في العديد من الأزمات التي واجهت دول منتجة للنفط؛ وذلك حفاظًا ودعمًا لنمو الاقتصاد العالمي الذي يتخطى اعتماده على النفط أكثر من 60 % في احتياجاته من الطاقة بأنواعها كافة.
لكن رغم هذا الدور الحيوي الكبير للمملكة في استقرار إمدادات النفط على مدى زمني طويل، وما لذلك من أهمية للاقتصاد العالمي، إلا أن للمملكة أدوارًا اقتصادية عديدة في الاقتصاد العالمي؛ إذ تعد من أكبر عشرين دولة بحجم الصادرات والواردات، وتدعم خططها التنموية تعزيز حجم التجارة العالمية؛ ففي السنوات العشر الماضية وصل متوسط وارداتها سنويًّا إلى نحو 500 مليار سنويًّا؛ وهو ما جعلها من أكبر الشركاء التجاريين للعديد من الدول الكبرى اقتصاديًّا، مثل الصين وأمريكا ودول الاتحاد الأوروبي.
كما تمثل رؤية 2030 بوابة لفرص استثمارية واعدة للعديد من الشركات العابرة للقارات التي تبدي اهتمامًا كبيرًا بسوق المملكة. كما وقَّعت اتفاقيات تجارية ضخمة مع العديد من الدول الكبرى؛ لتفتح بابًا واسعا للشراكات الدولية معها. ويعد السوق السعودي الأكبر في المنطقة العربية من حيث حجم الاستهلاك، ويمثل دائمًا فرصًا للاستثمار، لا تتوقف. وفتحت المملكة مؤخرًا قطاعات جديدة، يُتوقع أن تجذب استثمارات ضخمة، مثل قطاع التعدين؛ إذ يوجد نحو 7 % من احتياطي الفوسفات العالمي في المملكة. ويُتوقع أن يضيف قطاع التعدين نحو 97 مليار ريال سنويًّا للاقتصاد المحلي.
السعودية عضو مجموعة العشرين الأكبر اقتصاديًّا في العالم، ولطالما كانت داعمًا رئيسيًّا لنمو الاقتصاد العالمي بدورها الحيوي بإمدادات النفط، وخططها التنموية الكبرى، وآخرها رؤية 2030 التي يُتوقع أن تجذب آلاف المليارات من الدولارات للاستثمار باقتصادها، كمدينة نيوم المقدر أن تجذب نحو 500 مليار دولار؛ ولذلك فإن السعودية قوة راسخة بالاقتصاد العالمي، لا يمكن أن تتأثر إلا بما يحدث فيه، وأكدت ذلك على مَرّ العقود الماضية، وستبقى من خلال ثبات سياساتها في أن تكون شريكًا وجزءًا أساسيًّا بالاقتصاد العالمي.
نقلا عن الجزيرة