خاصية من خصائص البترول (الذهب الأسود) سواء كان حقل بترول واحد. أو مجموعة حقول بترول دولة معينة. أو جميع حقول بترول العالم فإن الإنتاج (استخراج) البترول يبدأ صغيرا. ثم يرتفع تدريجيا إلى أن يصل مستوى معين يسمى الذروة. ثم يبدأ الإنتاج يسير تقريبا في خط أفقي مستقيم (plateau) لعدة سنوات. ثم يبدأ الإنتاج ينخفض قسريا عندما يصبح - عادة - معدل الاحتياطي إلى الانتاج يساوي 10. ثم يتناقص إنتاج البترول إلى أن تصبح تكاليف استخراج المتبقي من البترول في الحقل أعلى من سعر بيعه. فيتوقف عندئذ الإنتاج، رغم أنه لا يزال يوجد بترول في قاع الحقول.
هذه الخاصية من خصائص البترول تمر بها - بشكل عام - جميع حقول البترول مع اختلافات التفاصيل (بسبب اختلاف السياسة الإنتاجية للدول، أو تقلبات العوامل الأخرى). لكن ماذا عن الطلب على البترول؟
الطلب في البداية هو الذي يقود العرض (الإنتاج). فلو تتبعنا تاريخ إنتاج البترول منذ العام 1918 (قبل 100 سنة) نجد الطلب على البترول كان ينمو بسرعة مع اكتشاف السيارة. وكان العرض ينمو بمعدل نمو الطلب. مما أدى إلى بقاء سعر البترول ثابتا. لكن منذ منتصف السبعينات لم يستطع العرض ينمو بسرعة نمو الطلب. فبدأت أسعار البترول في الارتفاع السريع. وبدأت وكالة الطاقة (IEA) تُحذر من ذروة عرض البترول وتدعو دول أوبك لزيادة إنتاجهم. لكن تأكد أن دول أوبك لا يستطيعون زيادة طاقتهم الإنتاجية. فتغيرت نغمة الوكالة من التحذير من ذروة العرض إلى الترويج لذروة الطلب لتخويف دول أوبك من الاستغناء عن بترولهم ودفعهم لاستنزافه قبل أن يستغني عنه العالم.
هكذا نشأ التفسير الخاطئ – عن قصد – بتسمية ذروة العرض بأنها ذروة الطلب. وتجاهلوا الخاصية العلمية للموارد الناضبة (كالبترول) التي تنص: مثلما أن الطلب هو الذي يقود العرض في بداية اكتشاف المورد فأن العرض هو الذي يقود الطلب بعد ذروته.
بتطبيقنا المفهوم الصحيح للذروة بأنها ذروة العرض وليست ذروة الطلب فإن السيناريو الأرجح كما أتوقعه كالتالي:
سيواصل الطلب نموه بمتوسط معدل نمو سنوي 1.21 % فيبلغ الطلب اليومي 112.09 مليون برميل العام 2028. ثم سيواصل الطلب نموه بمعدل سنوي 0.27 % فيبلغ 115.15 مليون برميل عام 2038. ثم سيواصل الطلب نموه ببطء بمعدل سنوي 0.18 % فيبلغ 116.81 مليون برميل العام 2046. وسيبقى الطلب اليومي على نفس المستوى إلى العام 2056. ثم يبدأ الإنتاج الانحفاض القسري فيضطر الطلب إلى الانخفاض بالتبعية وسيتكفّل ارتفاع السعر المُضطرد بتحقيق التوازن بين العرض والطلب.
مقال الأسبوع القادم - ان شاء الله - بعنوان: أوبك ليست مُحتكرة (أسطورة الكارتل).
نقلا عن الرياض
طيب لو ازداد النمو بانتاج الطاقة النظيفة على حساب النفط. او تم اكتشاف مصدر جديد للطاقة ؟
اخي الدكتور أنور ابو العلا إن مقالك رجم بالغيبعن النظرة المستقبلية وقد هربت من المستقبل القريب جدا في حدود 5 سنوات من الآن وهو ما نحتاجه جميعا وحلقت بنا بعيدا من عام 2028 ألى عام 2056 فالرجاء النزول الى ارض الواقع قبل التحليق في سماء المستقبل الغير معروف الا عند الله سبحانه
أخي الكريم ahmad ليس رجم بالغيب وانما هذا السيناريو يعكس المعطيات المتاحة وهي طرق علمية لا علاقة لها بالتنجيم وفي الحقيقة ان هذ السيناريو يفترض تقدم تكنولوجي يساعد على تطوير وانتاج البترول غير التقليدي والقطب اما في حالة عدم حدوث تقدم تكنولوجي فأن العرض لن يستطيع أن ينمو بالمعدل المذكور في السينارو وسترتفع اسعار البترول كثير لكي تحقق التوازن بين العرض والطلب علما بأن الطلب على البتروكيماويات سيرتفع بسرعة ولابد من تطوير البدائل المتجددة كالسيارة الكهربائية
اخي الكريم د. أنور ابو العلا من يربد أن يبني نظرة مالية مستقبلية فعليه أن يأخذ السيناريوهات المختلفة المبنية على احتمالات شبه اكيدة ودراسات ميدانية جيوسياسية ومنها ما هو شبه أكيد وقريب أكثر بكثير مما تظن فكا هو السيناريو لديك عندما يهدم الصهاينة المسجد الاقصى عام 2022 وماذا سوف يحدث للعالم اقتصاديا وأيضا لم تأخذ في حسابك أن الدولار سوف ينهار في اقل من 4 سنوات قادمة وبالتالي سوف ينهار اقتصاد اوربا وكل الدول المربوطة عملتها بالدولار فهل هذه السيناريوهات الشبه اكيدة اخذتها في اعتبارك؟؟؟؟ لقد فلت لك أن التوقعات القريبة افضل واصدق من البعيدة المحلقة في سماء المستقبل والرجم بالغيب البعيد نوعا ما لذلك نرجو من سعادتكم بناء نظرة اقتصادية لا تتعدى 3 سنوات من الان حتى يكون الجميع على بينة وعلم مما تقول بارك الله فيك تحياتي وتقديري لشخصك الكريم
أخي الكريم أبو سعاد السيناريو يأخذ في الاعتبار جميع المتغيرات بما فيهم البدائل والسيارة الكهربائية والخوف ليس من انخفاض الطلب على البترول بل الخوف ان عرض البترول لا يكفي لتلبية النمو في الطلب مما يؤدي الى ارتفاع أسعار البترول الى مستويات عالية جدا (ارجع لتقرير وكالة الطاقة الدولية الأخير يتوقع نمو كبير على البتروكيماويات قد لا يستطيع البترول وحده تلبية احتياج المواصلات وفي نفس الوقت توفير اللقيم للبتروكيماويات لاسيما البلاستيك)
يا أخ أحمد السيناريو لا علاقة له بالنواحي المالية والتقلبات الجيوسياسية. بل هو سيناريو عن الطلب والعرض للبترول وهو سلعة حقيقية موجودة بكميات محدودة في الأرض تحدد العرض والبترول في نفس الوقت ضروري لمسيرة ونمو الاقتصاد العالمي وهذا يحدد الطلب على البترول. وبالتالي المعطيات الأساسية للعرض والطلب هي التي تفترض سناريو في المدى الطويل وهو ليس سيناريو واحد بل سيناريوهات لا حصر لها ولكن الذي امامك هو الأرجح وفق المعطيات الحالية وبعد 5 سنوات مثلا قد يتغير السيناريو حسب لمعطيات هذه هي الطرق العلمية المتاحة للبشر
شكرا جزيلا اخي الكريم د. أنور ابو العلا بارك الله فيك
أرى أن مستقبل السعودية الإقتصادى سيركتز على الريادة فى إستخدام الطاقة الشمسية وصناعة البتروكيماويات التى هى من مشتقات البترول ثم السياحة الدينية كالعمرة والرجبية والحج.خلاف ذلك سيكون رجما بالغيب !