ورد في الحديث القدسي: (إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ: أنَا ثَالِثُ الشَّرِيكَينِ مَا لَمْ يَخُنْ أحَدُهُمَا صَاحِبَهُ، فَإِذَا خَانَهُ خَرَجْتُ مِنْ بَينِهِمَا) رواه أبو داود وغيره..
والحديث الشريف يوضّح بركة الأمانة، وأهميتها في تنمية المال بالحلال، ونجاح الشركة مع النية الطيبة والحرص على أداء الأمانة، كما يوضح أن خيانة أحد الشركاء وبال على الشركة كلها إذ يدخل الشيطان وتفسد الشركة وتعم المشكلات وينتهي الأمر بالإفلاس.
والأمانة كلمة جامعة مانعة، تعني الخوف من الله عز وجل، ومراقبته والبعد عن أي مال حرام، كما تعني الإخلاص في العمل والبعد عن التفريط والإهمال، أو تنفيع الأقارب (والمحاسيب) بالتوظيف في الشركة المساهمة أو غير المساهمة على حساب مصلحة باقي الشركاء، فإنّ هذا ممّا يمحق البركة، وينشر الإحباط في العاملين الجادين، الذين يعرفون أن كثيرين تم توظيفهم في هذه الشركة وهم لا يستحقون وغير مؤهلين، بل لمجرد القرابة والتنفيع، وربما دفع لهم من وظفهم مكافآت أكبر مما يدفع للموظفين المخلصين المؤهلين، مع أن هؤلاء الدخلاء - من الأقارب والحاسيب - عبء على الشركة وخصم من الخصوم.
إنّ مجالس الإدارات التي اختارها المساهمون لإدارة أموالهم، مهمتهم (تعظيم أرباح المساهمين بالحلال) ولن يتم ذلك ألا بالأمانة والإخلاص والكفاءة وإسناد الأمور إلى أهلها، وهؤلاء الأمناء الأقوياء يكسبون - على المدى - أضعاف ما يكسبه فاقدو الأمانة أو فاقدو الأهلية.. ويكسبونه بالحلال..
أمّآ أصحاب النوايا السيئة والذين يُقدمّون مصالحهم الشخصية على مصالح الشركة التي ائتمنوا عليها فإنهم لا يكسبون إلّا الخزي والهوان فوق أن ماينالونه مال حرام منزوع البركة، ولابُدّ أن يُكشفوا ويتم محاسبتهم مهما طال الزمان..
لا يصح إلاّ الصحيح.
اغلب الشركات تدار بهذه العقليه ولن يتغير شي لان الموضوع مرتبط بمستوى الكفاءة المجتمعية و منها مستوى المسألة على جميع المستويات و ليس بالمثاليات.
كلامك درر استاذ عبدالله. أما عن "عالم من اختياري" وعن "طاقة تعتمد عليها الطاقات" وأخواتهما، فحدِّث ولا حرج!!!