اديداس ونايك فى الميزان

04/03/2010 3
خالد أبو شادي

اذا اردنا المقارنه بين شركتى Nike  الامريكيه و Adidas الالمانيه واللتان تعملان فى مجال الملابس والادوات الرياضيه وتعدان من اكبر شركات هذا المجال على المستوى العالمى ،حيث تأتى نايك فى صداره الترتيب العالمى تليها اديداس ،رغم كون الاخيره الاولى اوروبياً.

بالنسبه لارباح الشركتين خلال الربع الرابع من عام 2009 سنجد ان نايك الامريكيه حققت 375 مليون دولار بانخفاض قدره 4% عن نفس فتره المقارنه مع الربع الرابع لعام 2008 والتى حققت فيها نايك ارباحا قدرها 391 مليون دولار ،اما اديداس الالمانيه فحققت ارباحا بلغت 26 مليون دولار خلال ربعها الرابع من عام 2009 بانخفاض بلغ 64% عن نفس فتره المقارنه السابقه لعام 2008.

فى الوقت الذى انخفضت فيه الايرادات بالشركتين بنسب متقاربه حيث انخفضت ايرادات ايداس الالمانيه بواقع 5% الى 2.46 مليار يورو –اى حوالى 3.34 مليار دولار- مقارنه مع انخفاض ايرادات نايك بواقع 4% الى 4.4 مليار دولار.

هذه الارقام ببساطه توضح الفارق الشاسع بين الشركتين ،بين من يتبوأ المركز الاول ومن يكون فى المركز الثانى ،وعلى الرغم من مشاكل نايك الاعلاميه الاخيره والمتعلقه برعايتها للاعب الجولف الشهير تايجر وودز وتكلفه تلك الرعايه الباهظه الا ان نايك تبدو فى وضع اكثر استقرارا من اديداس حيث تظل مشاكل علامتها التجاريه Reebok  قائمه خصوصا داخل السوق الصينى ،بالاضافه الى تكلفه دعايتها الخاص بكأ س العالم.

لكن رغم هذا نجد نبره تفاؤل واضحه لدى المحللين فيما يتعلق بأديداس مع اقتراب كأس العالم وايضا تفاؤل نايك بالاسواق الناشئه وزياده الطلبيات منها بعد ارتفاع المستويات المعيشيه.

ومن الجدير بالذكر هنا ان بدايه اديداس كانت فى مطبخ ادولف داسلر  فى بيته بأحد القرى الصغيره التابعه لبافاريا الالمانيه بعد الحرب العالميه الاولى ،وكانوا ينادونه آدى وهو سبب حصولنا على اسم اديداس  "آدى داس" وكان آدى قد شارك فى دوره العاب الاوليمبيه عام 1928  بصناعه احذيه لمجموعه من الرياضيين وصنع لنفسه شهره بعد فوز احد رياضى الولايات المتحده بذهبيه احد السباقات ،لكن الشركه قد تم ادراجها رسميا فى عام 1949  وبتعرض أديداس لشبح الافلاس بعد وفاه داسلر ابن ادولف داسلر عام 1987 فقد تم بيع الشركه لرجل الاعمال الفرنسى تابى والذى بنى ثروته من خلال قدرته على اعاده الحياه الى الشركات المتعثره ،فكان من الذكاء بحيث قرر نقل انتاج الشركه الى الدول الاسيويه واستطاع فعلا ان يُبقى اديداس على قيد الحياه .

اما نايك الامريكيه والتى تعد من اغلى العلامات التجاريه الرياضيه فقد تم انشائها عام 1964 تحت اسم آخر هو "بلو ريبون سبورت" على يد فيليب نايت وبيل باورمان وتم تغيير الاسم عام 1978 الى "نايك" والتى ترمز على الهه النصر فى المعتقدات الاغريقيه القديمه  وذلك تفاؤلا  بنصر من يرتدى ملابسها او يستعمل ادواتها الرياضيه ،وكانت "علامه نايك التجاريه" قد واجهت مقاطعه –لم تستمر  للاسف –من قبل المسلمين بعد مذابح اليهود المتكرره ضد الفلسطينين مع كثير من العلامات الاخرى والتى تدعم التوجه الصهيونى ،والتى من المفترض ان نستمر فى مقاطعتها.

وسهم نايك مدرج  ببورصه نيويورك بمؤشر S&P500  ،اما اديداس فمدرج ببورصه فرانكفورت الالمانيه واحد اهم اسهم مؤشر زترا داكس الالمانى DAX30.

ولاننا وجدنا فرقا بين الشركتين كنتائج اعمال وكأرقام ،سنجد نفس الفارق على الشارت فعلى الرغم من قوة السهمين فنيا الا ان نايك تظل الاقوى وتقترب بقوة من اعلى اسعارها التاريخيه والمحققه فى مارس عام 2008 فوق مستوى 70 دولار للسهم الواحد بينما تظل اديداس بعيده عن منطقه 50 يورو اعلى اسعارها والمحققه فى ابريل 2008.

وتظل مستهدفات السهمين لاعلى  خصوصا بالبقاء فوق دعوم هامه -35 يورو بالنسبه لاديداس و66 دولار بالنسبه لنايك- ومستهدف نايك القريب بالطبع  عند70 بعد الخروج من نموذج المستطيل العرضى  الذى استمر فيه السهم لمده سته اشهر وبالطبع سيستهدف مناطق  اعلى بالاغلاق فوق 70 "تبعا لقاعده الاغلاق فوق قمه 52 اسبوع او القمه التاريخيه" وكذلك اديداس يستهدف 40 يورو ببقائه فوق دعم 35  دون الدخول فى مزيد من التفاصيل الفنيه التى يملها البعض.

والله تعالى اعلى واعلم ودمتم بخير