زيارة الرئيس الأمريكي التاريخية محورها الاقتصاد والاستثمار

14/05/2025 0
محمد العنقري

وصف الرئيس الأمريكي ترمب زيارته للسعودية بالتاريخية وهي الأولى له منذ إعادة انتخابه رئيسا لأمريكا بولايته الثانية فهو ينظر للمملكة بأنها الدولة المهمة جدا في علاقات أمريكا الخارجية والدولة التي لها ثقل سياسي واقتصادي عالمي وليس إقليميا فقط من خلال سياساتها الداعمة للسلام الدولي ودعم نمو الاقتصاد العالمي وتركز على جذب الاستثمارات لاقتصادها والانتقال لعصر التقنية الحديثة والاقتصاد المنفتح على العالم حيث أثبتت رؤية 2030 انها أحد أهم مشروعات التطور والتحول الاقتصادي عالميا والتي حققت نتائج إيجابية للاقتصاد السعودي بفترة قياسية لم تتعد تسعة أعوام.

فقد كانت أول محطات زيارة للرئيس ترمب الخارجية في ولايته الأولى السعودية وفي ولايته الثانية يعيد التأكيد على أن تكون أيضا وجهته الأولى الرياض وهو ما يشير إلى أنه ينظر للعالم خارج إطار السياسات التقليدية الأمريكية حيث كانت أول زيارة يقوم بها الرئيس المنتخب إما لكندا أو المكسيك أو بريطانيا فالعالم اليوم تغير والتوازنات اختلفت وبالنسبة لأمريكا فالمملكة دولة ذات سياسة ثابتة راسخة في دعم السلم الدولي والنمو الاقتصادي وموثوقة من جميع دول العالم نظرا لمصداقيتها ولما تتمتع به من علاقات قوية مع جميع الدول التي تربطها بها علاقات دبلوماسية فالسعودية مع رؤية 2030 إعادة تعريف المصالح خارجيا واخذت نهجا مختلفا في بناء شراكاتها وعلاقاتها الدولية والتي تقوم على جذب الاستثمارات والتحولات الاقتصادية والشراكات الاقتصادية والتجارية العميقة لمواكبة اقتصاد القرن الحالي وقد اسست لذلك عشرات الشركات وكذلك الهيئات وإعادة تعديل الكثير من الأنظمة والتشريعات وإصدار ما يلزم منها لدفع عجلة التنمية وزيادة الانفتاح على العالم وجذب كبرى الشركات للاستثمار بالمملكة.

فالسعودية تتطلع لضخ الكثير من الاستثمارات في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة إضافة إلى الاستثمار في الطاقة المتجددة والنظيفة والتركيز على التعدين الذي أصبح ركيزة كبرى في الاقتصاد العالمي وأيضا في الشراكات الدولية فالقرن الحالي هو قائم على اقتصاد مختلف كثيرا عن السابق ومن لا يواكبه سيبقى متأخرا في تحقيق أهدافه التنموية ورؤية المملكة تركز على الاقتصاد الحديث ولذلك فإن الشراكة مع أمريكا باطار جديد أكثر تقدما سيكون لها دور كبير في تحقيق مستهدفات الرؤية فأمريكا لديها كبرى الشركات العملاقة في مجالات التقنية الحديثة ولذلك فإن تزامن عقد منتدى الاستثمار السعودي - الأمريكي مع زيارة الرئيس ترمب بحضور أهم الشركات الأمريكية سينتج عنه ولادة عصر جديد من الشراكة الاقتصادية بين الدولتين لزيادة الاستثمار في مجالات الطاقة النووية وكذلك الذكاء الاصطناعي والتقنية المالية والتعدين والخدمات اللوجستية والتكنولوجيا الحديثة فالمناطق الاقتصادية واللوجستية التي اسستها المملكة هي لتوفير بنية تحتية تجذب هذه الشركات الكبرى عالميا والاستثمارات خصوصا في المجالات الحديثة لتتواكب مع توجه المملكة كي تكون احد أهم مناطق سلاسل الإمداد عالميا بحكم إمكاناتها وموقعها الجغرافي.

بين زيارتين قام بهما الرئيس ترمب هناك تغيرات كبيرة ففي الأولى كانت بداية انطلاق رؤية 2030 حيث كان الناتج الإجمالي للمملكة يفوق 600 مليار دولار بقليل أما حاليا فهو يتجاوز 1,1 تريليون دولار مع تنفيذ عديد من الاستراتيجيات والبرامج وكذلك إنجاز مشروعات عملاقة وتطورات هائلة شهدها الاقتصاد السعودي إضافة إلى التغيرات الدولية ومساهمات المملكة الجبارة في دعم السلم الدولي حيث شهدت الرياض عودة العلاقات الأمريكية - الروسية أكبر قوتين عسكريتين بالعالم إضافة لانطلاق مفاوضات حل الصراع الروسي - الاوكراني والكثير من الأدوار الإيجابية التي قامت بها المملكة سعيا لعالم خالٍ من النزاعات وشرق اوسط مستقر ونمو بالاقتصاد العالمي يتجاوز التداعيات التي خلفتها جائحة كورونا والصراعات الدولية في عدة قارات.

 

 

نقلا عن الجزيرة